الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه الترمذي (3511) وأحمد (16343) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عمر بن سلمة، عن أمه أم سلمة، عن أبي سلمة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: اللَّهم عندك احتسبتُ مصيبتي، فأجرني فيها، وأبدلني منها خيرًا". فلمَّا احتضر أبو سلمة قال: اللَّهم اخلف في أهلي خيرًا منِّي، فلمَّا قُبض قالت أم سلمة:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} عند الله أحتسبتُ مصيبتي؛ فأجرني فيها.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورُوي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أم سلمة. وأبو سلمة اسمه: عبد الله بن عبد الأسد".
ورواه الإمام أحمد مختصرًا إلَّا أنَّه زاد فيه بين ثابت وعمر بن أبي سلمة - ابن عمر بن أبي سلمة، وكذلك رواه أيضًا النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1072).
وابن عمر بن أبي سلمة اسمه: محمد. ذكره الحافظ في التقريب وقال فيه: "مقبول" أي حيث يتابع، وإلَّا فليِّن الحديث.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (16344) من وجه آخر عن المطلب عن أم سلمة، قالت: أتاني أبو مسلمة يومًا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لقد سمعت من رسول الله قولًا فسُررتُ به، قال:"لا يُصيب أحدًا من المسلمين مصيبةٌ فيسترجع عند مصيبته، ثمَّ يقول: اللَّهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها، إلَّا فُعل ذلك به". قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلمَّا توفي أبو سلمة استرجعتُ، وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منه. ثمَّ رجعتُ إلى نفسي، قلت: مِن أين لي خيرٌ من أبي سلمة؟ ! فلمَّا انقضت عدَّتي استأذن عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبُغُ إهابًا لي، فغسلت يدي من القَرَظ، وأذنتُ له، فوضعتُ له وِسادةَ أَدَم حشوها ليفٌ، فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمَّا فرغ من مقالته، قلتُ: يا رسول الله! ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيَّ، ولكنِّي امرأةٌ فيَّ غيرةٌ شديدةٌ، فأخاف أن ترى منِّي شيئًا يُعذِّبني الله به، وأنا امرأةٌ قد دخلتُ في السنِّ، وأنا ذاتُ عِيالٍ. فقال:"أمَّا ما ذكرتِ مِنَ الغيرة؛ فسوف يُذهبها الله -عَزَّوَجَلَّ- منكِ، وأمَّا ما ذكرتِ من السنِّ؛ فقد أصابني مثلُ الذي أصابكِ، وأمَّا ما ذكرت من العيالِ؛ فإنَّما عِيالُكِ عِيالي". قالت: فقد أسلمتُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أمُّ سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرًا منه؛ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
والمطلب هو: ابن عبد الله بن حنطب، روايته عن الصحابة مرسلة إلَّا أنس بن مالك ومن في طبقته.
وأظنُّ لوجود هذا الاختلاف لم يصحح الترمذي حديثَ أبي سلمة، وإنَّما أشار إلى أنَّ الحديثَ رُوي من غير هذا الوجه عن أمِّ سلمة؛ لأنَّ الصحيح الثابت أنَّ هذا الحديثَ من مسند أمِّ سلمة كما مضي. والله أعلم.
7 - يُكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح
• عن أبي موسى قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مرِض العبد أو سافر،
كُتب له مثل ما كان يعمل مُقيمًا صحيحًا".
صحيح: رواه البخاري في الجهاد (2996) عن مطر بن الفضل، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العوام، حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي، قال: سمعت أبا بردة، واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفرٍ، فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له أبو بردة: سمعت أبا موسى مِرارًا يقول، فذكر الحديث.
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أَمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي في كلِّ يومٍ وليلةٍ ما كان يعمل من خيرٍ، ما كان في وِثاقي".
صحيح: رواه الإمام أحمد (6482)، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن القاسم، يعني - ابن مُخَيمِرة، عن عبد الله بن عمرو، فذكر مثله.
ورواه أيضًا (6825) عن إسحاق بن يوسف مقرونًا بوكيع، قالا: حدثنا سفيان بإسناده، وفيه:"اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح، ما دام محبوسًا في وثاقي". وإسناده صحيح. ورواه الحاكم (1/ 384) من طريق سفيان، وقال:"صحيح على شرط الشيخين".
وقال الهيثمي في المجمعه (2/ 303): "رواه أحمد والبزار، والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال، وإن كان البخاري روي عن القاسم بن مخيمرة معلقًا، فإنَّ الحاكم والهيثمي لا يفرقان بين الأصل والتعليق.
• عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثمَّ مرض، قيل للملك الموكَّل به: اكتب له مثل عمله إذ كان طليقًا حتَّى أُطلِقَه أو أَكفِتَه إليَّ".
حسن: رواه عبد الرزاق (20308) وعنه الإمام أحمد (6895) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(26) عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو، فذكر مثله. وأورده الهيثمي في "المجمع" (2/ 303) وقال:"رواه أحمد وإسناده صحيح".
قلت: إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود؛ فإنَّه حسن الحديث.
قوله: "أَكْفِته" أي: أَضمُّه إلى القبر كما قال البغوي، وقال: ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25].
أي: ذوات كفتٍ - أي ضمٍّ وجمعٍ. يضمُّهم أحياءً على ظهورِها، وأمواتًا في بُطونها". "شرح السنَّة" (5/ 241).
• عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ابتلي الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهَّره، وإن قبضه غفر له ورحِمَه".
حسن: رواه الإمام أحمد (12503) وأبو يعلى (4233) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس، فذكر مثله.
وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 304): "رواه أبو يعلى وأحمد، ورجاله ثقات".
قلت: إسناده حسن من أجل سنان بن ربيعة الباهلي البصري، أبو ربيعة؛ فإنَّه حسن الحديث، أخرج له البخاري مقرونًا.
• عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ليس من عمل يوم إلَّا وهو يُختم عليه، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة: يا ربَّنا! عبدك فُلان قد حبسته، فيقول الربُّ - عَزَّوَجَلَّ -: اختموا له على مثل عمله حتَّى يبرأ أو يموت".
حسنٌ: رواه الإمام أحمد (17316) عن علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، أخبرني ابن لهيعة، قال: حدَّثني يزيد، أنَّ أبا الخير حدَّثه، أنَّه سمع عقبة بن عامر يحدِّث، فذكر مثلَه.
وإسناده حسن، من أجل رواية عبد الله، وهو ابن المبارك، عن ابن لهيعة؛ لأنَّه سمع منه قبل احتراق كتبه.
ورواه الطبراني في الكبير" (17/ 284) وفي "الأوسط" (3257) من طرق أخرى، عن ابن الهيعة بهذا الإسناد.
ورواه الحاكم (4/ 260) و (4/ 308 - 309) من وجهين آخرين، عن عقبة بن عامر، وقال في الموضع الأول:"صحيح على شرط الشيخين".
وقال في الموضع الثاني: "صحيح الإسناد". وتعقَّبه الذهبي فقال: "فيه رشدين، واهٍ". قلت: وهو كما قال؛ فإنَّ رشدين، وهو ابن سعد بن مفلح المهري، تكلَّم فيه جمهور النقَّاد وضعَّفوه.
• عن أبي الأشعث الصنعاني، أنَّه راح إلى مسجد دمشق، وهجَّر بالرواح، فلقي شدَّاد بن أوس والصُّنابحي معه، فقلت: أين تريدان يرحمكما الله؟ قالا: نريد هاهنا إلى أخٍ لنا مريض نعوده. فانطلقت معهما حتَّى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحتُ بنعمة. فقال له شدَّاد: أَبشر بكفَّارات السيِّئات، وحطِّ الخطايا؛ فإنِّي سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله عز وجل يقول: إنِّي إذا ابتلَيتُ عبدًا من عبادي مؤمِنًا فحمِدني على ما ابتليته؛ فإنَّه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أُمُّه من الخطايا، ويقول الربُّ - عَزَّوَجَلَّ -: أنا قيَّدتُ عبدي، وابتليتُه، فأَجْروا له