الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيسي بن موسى البخاري، عن عبيدة العمي، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وفيه فرقد وهو ابن يعقوب السّبخيّ -بفتح المهملة، والموحدة- ضعّفه أحمد والبخاري والنسائي وابن سعد وابن حبان والجوزجاني وغيرهم.
ووثقه الدارمي وابن معين، وقال ابن عدي:"كان في صالحي أهل البصرة، وليس هو كثير الحديث".
وفي التقريب: "صدوق عابد، لكنه لين الحديث، كثير الخطأ".
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن الحسين مرفوعًا: "اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين".
رواه الطبراني في الكبير (3/ 128) وفي إسناده الهياج بن بسطام متروك.
وأما ما رُوي: "من اعتكف فواق ناقة، فكأنما أعتق نسمة". فلا أصل له.
قال ابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 769): "هذا الحديث غريب، لا أعرفه بعد البحث الشديد عنه".
قلت: روى العقيلي في الضعفاء في ترجمة أنس بن عبد الحميد (4) عن عائشة مرفوعًا: "مَن رابط فَواق ناقة حرَّمه الله على النار".
وقال: "هذا حديث منكر". "وأنس هذا لا يحتج به".
وأظن أن ابن الملقن لا يقصد به هذا الحديث، فإنّ هذا في فضل الرّباط، وذاك في فضل الاعتكاف، ولكن الحافظ ابن حجر استدرك عليه في "التلخيص"(1/ 824) بذكر هذا الحديث في باب الاعتكاف.
17 - باب كراهية رفع الصوت بالقرآن في الليل والناس معتكفون
• عن البياضي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون، وقد علتْ أصواتهم بالقرآن، فقال:"إنّ المصلي يناجي ربَّه فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".
صحيح: رواه مالك في الصلاة (31) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التّمار، عن البياضي
ورواه الإمام أحمد (19022) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، فذكره.
وكان أصل هذا الحديث في صلاة رمضان، كما رواه حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، فقال فيه:"إنّ ذلك في رمضان".
ومن هذا الطريق رواه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 316 - 317) عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى الأنصار، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معتكفًا في رمضان في قبة، على بابها حصير،
قال: وكان الناس يصلون عصبًا عصبًا، قال: فلما كان ذات ليلة رفع باب القبة، فأطلع رأسه، فلما رآه الناس أنصتوا، فقال:"إن المصلي يناجي ربَّه، فلينظر أحدكم ما يناجي به ربَّه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".
قال ابن عبد البر: هكذا قال حماد بن زيد في هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، عن محمد، عن أبي حازم، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، مرسلًا. ولم يذكر البياضي.
كذلك رواه كل من رواه عن حماد بن زيد. وقال: وقد روي هذا الحديث يزيد بن الهادي، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم، عن البياضي
وعن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن البياضي
قلت: ومن هذين الطريقين رواه النسائي في الكبرى (2/ 264).
ثم قال ابن عبد البر: "وحديث البياضي، وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان" انتهى.
وأما حديث أبي سعيد، فهو الآتي:
• عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقرآن، فكشف الستر، فقال:"ألا إنّ كلكم مناج ربَّه، فلا يؤذينّ بعضكم بعضًا. ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة". أو قال: "في الصلاة".
صحيح: رواه أبو داود (1332) وعنه ابن عبد البر، عن الحسن بن علي، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (11896) عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (4216) - وصحّحه ابن خزيمة (1162)، والحاكم (1/ 310 - 311).
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وصحّحه ابن عبد البر كما سبق.
• عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف، وخطب النّاس، فقال:"أما إنّ أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يناجي ربَّه، فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة".
صحيح: رواه الإمام أحمد (4928) وعنه الطبراني في الكبير (12/ 428) عن إبراهيم بن خالد، حدّثنا رباح، عن معمر، عن صدقة المكي، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
وإسناده صحيح. وصدقة المكي هو صدقة بن يسار الجزري المكي، مات في أول خلافة بني العباس، وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وهو من رجال الصحيح.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (5349)، وابن خزيمة (2237) كلاهما من طريق ابن أبي ليلى، عن
صدقة المكي، عن ابن عمر، فذكر الحديث.
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيء الحفظ، ولكن متابعة معمر، وهو ابن راشد تؤكد بأنه لم يخطئ في هذا الحديث.
وفي الباب أحاديث أخرى لعلي ذكرتها في كتاب الصلاة فراجعه
• * *