الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكره ابن رجب في كتابه "فتح الباري"(3/ 365) وقال: عبد الله بن واقد هو أبو قتادة الحراني تكلّموا فيه. وهذا غريب من حديث حيوة، وإنما هو مشهور من حديث ابن لهيعة" ثم ذكره من مسند أحمد. انتهى.
والحديث أورده ابن أبي حاتم في "العلل"(768) مرفوعًا وموقوفًا. فقال أبو زرعة: "الصحيح المرفوع".
والخلاصة فيه أن ابن لهيعة اضطرب فيه على وجوه وهو مشعر بضعفه، ولذا لم يقل أحد من العلماء بظاهر هذا الحديث.
واختلف أهل العلم فيمن عليه قضاء رمضان:
فذهب أكثر العلماء على جوازه كما قال ابن رجب.
وعند الإمام أحمد روايتان:
فنقل عنه حنبل أنه قال: لا يجوز له أن يتطوع بالصوم وعليه صوم من الفرض حتى يقضيه، يبدأ بالفرض وإن كان عليه نذر صامه يعني بعد الفرض.
والقول الثاني عن أحمد: أنه يجوز له التطوع؛ لأنّها عبادة تتعلّق بوقت موسّع فجاز التطوع في وقتها قبل فعلها. ذكره ابن قدامة في "المغني"(4/ 402).
وأما حديث أبي هريرة فضعّفه وقال: وفي سياقه ما هو متروك، فإنه قال في آخره:"ومن أدركه رمضان وعليه من رمضان شيء لم يتقبّل منه".
34 - باب ما رُوي في الصّوم في الشتاء
رُوي عن عامر بن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"الغنيمة الباردة الصّوم في الشتاء".
رواه الترمذيّ (797)، وابن خزيمة (2145) عن محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نُمير بن غريب، عن عامر بن مسعود، فذكره.
ورواه أيضًا أحمد (18959)، وابن أبي الدنيا في التهجّد (512)، والبيهقيّ (4/ 296) كلّهم من طرق أخرى عن سفيان الثوري، به.
قال البيهقي: "هذا مرسل".
وقال الترمذي: "هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري" انتهى.
قلت: وفيه أبو إسحاق وهو السبيعي مدلس ولم يصرِّح.
وشيخه نُمير بن غريب -بالغين- وقيل: عريب -بالعين- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه
أحدٌ غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ:"مقبول" أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
ورواه ابن أبي الدنيا في "التهجد"(376) من طريق أبي إسحاق، عن شيخ من قريش يقال له: عامر بن مسعود، فذكر الحديث. وزاد فيه:"أما ليله فطويل، وأمّا نهاره فقصير" فأسقط فيه نمير بن غريب، وهذا خطأ، والصواب إثباته.
وعامر بن مسعود كما قال الترمذي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك جزم به أبو حاتم وابن حبان وغيرهما، ثم هو مجهول الحال؛ لأنه لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وله شاهد عن أنس بن مالك، رواه الطبراني في الصغير، وابن عدي وغيرهما من طريق الوليد ابن مسلم عن سعيد بن بشير، عن أنس مرفوعًا.
وفيه الوليد بن مسلم مدلس يدلس تدليس التسوية، وشيخه سعيد بن بشير "ضعيف" ضعّفه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وغيرهم. وقال ابن عدي:"لا أرى بما يرويه بأسًا".
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعًا: "الشتاء ربيع المؤمن".
رواه أحمد (11716)، وأبو يعلى (1386)، والبيهقي (4/ 297) كلّهم من حديث ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، من أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور بأنه سيء الحفظ.
ودرّاج هو ابن سمعان أبو السمح القرشي السهمي مولاهم المصريّ مختلف فيه، فضعّفه أحمد وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم.
وقال ابن عدي: عامة الأحاديث التي أمليتها عن دراج مما لا يتابع عليه، ومما ينكر من حديثه (فذكرها) منها حديثه هذا:"الشتاء ربيع المؤمن".
وحكي عن أحمد بن حنبل أنه قال: أحاديث درّاج عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيها ضعف. ولكن قال عثمان الدارمي والدوري عن ابن معين:"درّاج ثقة".
وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
قلت: وهذا منها.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أنس، عن أبي هريرة، قال:"ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قال: قلنا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: "الصوم في الشتاء".
رواه البيهقي (4/ 297) وقال: "هذا موقوف".
وفي الباب أحاديث أخرى كلّها ضعيفة.