الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع أبواب غسل الميت وتكفينه
1 - باب ما جاء تسجية الميت
• عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سُجِّي ببُرْدٍ حِبَرَةٍ.
متفق عليه: رواه البخاري في اللباس (5814)، ومسلم في الجنائز (942) كلاهما عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن عائشة أخبرتْه فذكرته. ولفظهما سواء.
وقوله: "سُجِّي" معناه غُطِّي جميع بدنه. وحِبَرة ضرب من برود اليمن.
2 - باب في تقبيل الميت
• عن عائشة قالت: أقبل أبو بكر على فرسه من مسكنه بالسُّنْح حتى نزل، فدخل المسجد فلم يكلِّم الناس، حتى دخل على عائشة، فتيمم النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مُسَجَّى ببُرْد حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكَبَّ عليه فقبَّله، ثم بكى فقال: بأبي أنت يا نبي الله، لا يَجْمَعُ اللهُ عَليكَ مَوْتَتَين، أما الموتة التي كُتِبَتْ عليك فقد مُتَّها.
قال أبو سلمة: فأخبرني ابن عباس رضي الله عنهما: أن أبا بكر رضي الله عنه خرج وعمر رضي الله عنه يكَلِّمُ الناس، فقال: اجْلِسْ، فأبى، فقال: اجلس، فأبى، فتشهَّد أبو بكر، فمال إليه الناس وتركوا عمر، فقال: أما بعد: فمن كان منكم يعبدُ محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموتُ، قال الله تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} إلى قوله: {الشَّاكِرِينَ} . [آل عمران: 144]. والله! لكأنَّ الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر، فتلقَّاها منه الناس، فما يَسمع بشر إلا يتلوها.
وفي رواية قالت: ثم جاء أبو بكر، فرفعت الحجاب، فنظر إليه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه من قِبَلِ رأسه فَحَدَرَ فاه، وقبَّل جبهتَه، ثم قال: وا نبياه، ثم رفع رأسه، ثم حَدَرَ فاه، وقبَّل جبهتَه، ثم قال: وا صفياه، ثم رفع رأسه، وحَدَرَ فاه، وقبَّل، وقال: وا خليلاه، مات رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
…
" فذكرت الحديث بطوله وسيأتي موضعه.
صحيح: رواه البخاري في الجنائز (1241، 1242) عن بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرني معمر ويونس، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة أن عائشة قالت فذكرته.
ورواه أيضًا البخاري في المغازي (4455) من وجه آخر عن عائشة وابن عباس، أن أبا بكر قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم، مختصرًا، فجعل الحديث من مسند عائشة وابن عباس جميعًا.
والرواية الثانية رواها الإمام أحمد (25841) عن بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرني أبو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس قال: ذهبتُ أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها، فألقت لنا وسادةً، وجذبتْ إليها الحجاب، فذكرت الحديث في سياق طويل وسيأتي في موضعه.
وإسناده حسن لأجل يزيد بن بابنوس فقد قال فيه الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، وذكره ابن حبان في الثقات، ومثله بحسن حديثه، ولم يثبت ما نُقل عن أبي حاتم، أنه قال فيه:"مجهول".
وقول أبي بكر: "لا يجمع الله عليك مَوْتتين، أما الموتة التي كتبتْ عليك فقد مُتَّها" لعله قصد بذلك الرد على من ظن أنه صلى الله عليه وسلم لم يمت، وإنما استتر عن أعين الناس، فأكَّدهم أنه مات الموتة الحقيقية كما يموت. أي إنسان لقوله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] وقد ذكر الحافظ ابن حجر أوجها أخرى غير هذا.
وأما ما روي عن عائشة قالت: قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مَظْعُون وهو ميت، فكأني أنظر إلى دموعه على خديه، فهو ضعيف.
رواه أبو داود (3163)، والترمذي (989)، وابن ماجه (1456) كلهم من طريق سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته. والحديث في مسند الإمام أحمد (24165) من هذا الوجه.
قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الحاكم (1/ 361) من هذا الوجه إلا أنه لم يحكم عليه وإنما قال: هذا حديث متداول بين الأئمة إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيدالله، وشاهده الصحيح المعروف حديث عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وعائشة أن أبا بكر الصديق قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت" انتهى.
قلت: وهو كما قال، فإن عاصم بن عبيدالله بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني أجمعوا على تضعيفه فقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم والبخاري:"منكر الحديث".
وأظن أن هذا الحديث من مناكيره، فإن الصحيح الثابت هو أن أبا بكر الصديق قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت.
ومن مناكيره وأخطائه أيضًا ما رواه العُمري عن عاصم بن عبيدالله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة،