الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أعطوا السّائل وإن جاء على فرس" لأنه مرسل.
قال ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 294): "لا أعلم في إرسال هذا الحديث خلافًا بين رواة مالك، وليس في هذا اللّفظ مسند يحتج به فيما علمت".
وفي الباب ما رُوي عن ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، ولا يصح منها شيء.
11 - باب من يُسأل بالله عز وجل ولا يعطي به
• عن ابن عباس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلا؟ ". قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَال:"رَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ. وَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ ". قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَال:"رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلَ شُرُورَ النَّاسِ. وَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ؟ ". قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَال:"الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ".
حسن: رواه النسائي (2569) عن محمد بن رافع، حدّثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي، عن إسماعيل بن عبد الرحمن، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، فذكره.
هذا إسناد حسن من أجل الكلام في سعيد بن خالد القارظيّ، فضعّفه النسائيّ، ومشّاه غيره فهو حسن الحديث.
ومن طريقه رواه ابن حبان في صحيحه (604)، والإمام أحمد (2116).
ورواه الترمذي (1652) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن عطاء بن يسار، به.
وصحّحه ابن حبان (605)، ورواه من وجه آخر عن بكير.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".
قلت: وهو كما قال، ولكن لماذا عدل الترمذي عن هذا الوجه الآخر وهو أصح من الوجه الذي أخرجه.
والجواب: لعلّه أخرجه من طريق ابن لهيعة لعلو إسناده، والله أعلم.
• عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا اللهَ لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ".
صحيح: رواه أبو داود (5109)، والنسائي (2568) كلاهما من حديث أبي عوانة (هو وضّاح
اليشكري)، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (5365)، وصحّحه الحاكم (2/ 63 - 64) وقال:"صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه للخلاف الذي بين أصحاب الأعمش".
ورواه أبو داود (1672) من حديث جرير، عن الأعمش، بإسناده وصحّحه ابن حبان (3408).
وأخرجه الحاكم (1/ 412) من حديث عمار بن زريق، عن الأعمش، بإسناده وقال:"صحيح على شرط الشيخين، فقد تابع عمار بن زريق على إقامة هذا الإسناد أبو عوانة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، عن الأعمش".
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ".
صحيح: رواه الإمام أحمد (10651) عن أسود بن عامر، أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وصحّحه الحاكم (1/ 413)، ورواه من هذا الوجه وقال:"هذا إسناد صحيح، فقد صحّ عن الأعمش الإسنادان جميعًا على شرط الشيخين، ونحن على أصلنا في قبول الزيادات من الثقات في الأسانيد والمتون". انتهى. ومعنى قوله: "صح عن الأعمش الإسنادان": أن هذا الحديث جاء عن الأعمش من وجهين: عن ابن عمر، وعن أبي هريرة.
قلت: أبو بكر بن عياش هو ابن سالم الأسديّ الكوفي، لم يخرج له مسلم، وإنما أخرج له البخاريّ. وثقه أحمد والعجلي.
• عن ابن عباس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوهُ".
وفي رواية: "مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ".
حسن: رواه أبو داود (5108) عن نصر بن علي، وعبيد الله بن عمر الجشميّ، قالا: حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا سعيد -قال نصر: ابن أبي عروبة-، عن قتادة، عن أبي نهيك، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي نهيك وهو عثمان بن نهيك وثقه ابن حبان، وأبو أحمد الحاكم.
وأمّا قول البخاريّ كما نقله عنه الترمذيّ في "العلل الكبير"(2/ 923) قال: سألت محمدًا (يعني البخاريّ) عن هذا الحديث، فقال: سعيد بن أبي عروبة يُسند هذا الحديث عن قتادة، وغيرُه يقول: خلاف هذا، ولا يسنده". ففيه إشارة إلى أنه يرجّح الموقوف أو المرسل.
وسعيد بن أبي عروبة وإن كان وُصف بالاختلاط، فإنه كان قبل ذلك ثقة، وهو من أثبت الناس