الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه الإمام أحمد (26874)، وأبو يعلى (7076)، والطبراني (44) كلهم من طريق يزيد بن الهاد، عن هند بنت الحارث عن أم الفضل فذكرته.
وهند بنت الحارث هي الخثعمية امرأة عبد الله بن شَدَّاد بن الهاد، روت عن أم الفضل لُبابة بنت الحارث حديثين أحدهما هذا، ولم يُوثقها غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ "مقبولة" أي حيث تتابع، ولم تتابع، فهي مجهولة ولينة الحديث.
ورواه الحاكم (1/ 339) وقال: "صحيح على شرط الشيخين" وكذا أورده المنذري في "الترغيب والترهيب"(4/ 256) وقال: "صحيح على شرط الشيخين". وذلك ظنًا منهما بأن هند بنت الحارث هي: الفِراسية -بكسر الفاء، ويقال لها: القرشية، فإنها ثقة من رجال البخاري، والصواب كما قلت إنها الخثعمية، والله تعالى أعلم.
16 - باب ما جاء في موت الفُجاءة والبَغْتة
• عن عائشة قالت: إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افْتُلِتَتْ نفسُهَا، وأظنها لو تكلمتْ تصدقتْ، فهل لها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال:"نعم".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (1388)، ومسلم في الزكاة (1004) كلاهما من حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته، واللفظ للبخاري.
وفي الحديث إشارة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبد كراهيته لموت الفُجاءة.
وقوله: "افتُلِتَتْ" بضم التاء وكسر اللام -أي سُلِبَتْ على ما لم يُسم فاعله، يقال: افتلَتَ فلان- أي مات فجأةٌ.
• عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال مرة: عن عبيد قال: "موت الفجأة أخْذةُ أسَفٍ.
صحيح: رواه أبو داود (3110) عن مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي فذكره.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (3/ 378) وقال: "ورواه روح بن عبادة، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، عن عبيد من غير شك ورفعه، قال شعبة: هكذا حدثنيه، وحدثنيه مرة أخرى فلم يرفعه. وقال محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بهذا موقوف".
قلت: هكذا رواه أيضًا الإمام أحمد (15497) عن محمد بن جعفر وهو غندر، عن شعبة موقوفًا،
كما رواه قبله عن يحيى بن سعيد، عن شعبة موقوفًا أيضًا وقال: وحدَّث به مرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحكم في هذا المتن لمن رفعه، لأن معه زيادة علم، وقول الحافظ في "الفتح" (3/ 254):
"في إسناده مقال، لأن راويه رفعه مرة، ووقفه أخرى" فيه نظر؛ فإن فيه من رواه بدون شك، وقد أجاد المنذري في قوله في "مختصر أبي داود":"رجال إسناده ثقات، والوقف فيه لا يُؤَثِّر، فإن مثله لا يُؤخذ بالرأي، فكيف وقد أسنده الراوي مرة، والله أعلم".
وقوله: "أَسَف" بفتح السين -غَضب وزنا ومعني، ورُوي بوزن فاعل أي غضبان، والمراد أنه أثر غضبه تعالى حيث لم يتركه للتوبة، وإعداد زاد الآخرة.
وقد نُقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة.
ونقل النووي عن بعض القدماء: "أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك". قال النووي: "وهو محبوب للمراقبين" انتهى كلامه.
قال الحافظ ابن حجر: "وبذلك يجتمع القولان" انظر: "الفتح"(3/ 255).
وأما ما رُوي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم "إني أكره موت الفوات" فهو ضعيف جدًّا، رواه الإمام أحمد (8666)، وأبو يعلى (6612) كلاهما من طريق إسرائيل بن يونس، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجدار، أو حائط مائل، فأسرع المشي، فقيل له فقال:"إني أكره موت الفوات"، إبراهيم بن إسحاق هو: يقال له: إبراهيم ابن الفضل المخزومي المدني، قال فيه البخاري:"منكر الحديث" وقال الدارقطني: "متروك" وضعَّفه غير واحد من الأئمة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك أن أموت غمًّا، أو هَمًّا، أو أن أموت غرقًا، وأن يتخبطني الشيطانُ عند الموت، وأن أموت لديغًا" رواه الإمام أحمد (8667) وفيه أيضًا إبراهيم بن إسحاق وهو: ابن الفضل المخزومي.
وقد رُوي استعاذته عن موت الفجاءة عن عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وأبي أمامة وغيرهم وفي كلها مقال.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفَجْأة؟ فقال: "راحة للمؤمن وأخذةُ أَسَفٍ للفاجر" رواه الإمام أحمد (25042) عن وكيع، حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته. وعبيد الله بن الوليد وهو الوصافي ضعيف جدًّا، وعبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من عائشة، وله طرق أخرى أضعف منها.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن موسى بن طلحة قال: بلغ عائشة أن ابن عمر يقول: إن موت الفجأة سُخطةٌ على المؤمنين، فقالت: يغفر الله لابن عمر! إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "موت الفجأة تخفيف عن المؤمنين، وسُخطة على الكافرين" رواه الطبراني في "الأوسط"(3153) عن بكر، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: نا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد الملك بن عُمير، عن موسى بن طلحة فذكره.