الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الهيثمي في المجمع" (3/ 148): "وفيه من لا أعرفه".
وفي معناه ما رُوي أيضًا عن عمر بن الخطاب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقدّموا هذا الشهر، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين". رواه الفاكهي في "فوائده"(53) عن عبد السلام بن عاصم الرازي بمكة، أنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء، أنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن مالك بن أبي عامر، عن عمر بن الخطاب، فذكره.
ورواه البيهقيّ (4/ 207) من طريق الفاكهيّ.
ورواه الطبرانيّ في "الأوسط" -مجمع البحرين (1492) - من وجه آخر عن أبي زهير، عن عبد الرحمن بن مغراء، بإسناده مثله.
قال الطبراني: لا يُروى عن عمر إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به عبد الرحمن.
قلت: عبد الرحمن بن مغراء، مختلف فيه غير أنَّه حسن الحديث في غير الأعمش، فلا يضرّ تفرّده، ولكن فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، ولم أقف على تصريح منه. وأهل العلم لا يقبلونه في الأحكام إذا لم يصرّح.
10 - باب الشهر يكون تسعًا وعشرين
• عن أمِّ سلمة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا، فلما مضى تسعةٌ وعشرون يومًا غدا عليهنّ أو راح، فقيل له: يا نبي الله، حلفتَ أن لا تدخل عليهن شهرًا؟ قال:"إنّ الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (5202)، ومسلم في الصيام (1058) كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني يحيى بن عبد الله بن صيفي، أنّ عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث، أخبره، أنّ أمَّ سلمة أخبرته، ولفظهما سواء.
• عن أنس بن مالك، قال: آلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من نسائه، وكانت انفكّت رجلُه، فأقام في مَشْربة تسعًا وعشرين ليلة، ثم نزل. فقالوا: يا رسول الله، آليتَ شهرًا؟ فقال:"إنّ الشهر يكون تسعًا وعشرين".
صحيح: رواه البخاريّ في الصوم (1911) عن عبد العزيز بن عبد الله، حدّثنا سليمان بن بلال، عن حميد (هو الطويل)، عن أنس، فذكره.
ورواه في الصلاة (378) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا حميد الطويل، به، بسياق أتم، وفيه صلاته صلى الله عليه وسلم بأصحابه جالسًا وهم قيام. وفيه قوله: إنّما جعل الإمام ليؤتم به
…
والحديث.
• عن عبد الله بن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنّا أمّة أميّة لا نكتبُ ولا نحسُب، الشّهر هكذا وهكذا" يعني مرة تسعة وعشرين، ومرّة ثلاثين.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (1913)، ومسلم في الصيام (1080: 15) كلاهما من طريق شعبة، حدّثنا الأسود بن قيس، قال: سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد، أنه سمع ابن عمر، فذكره. واللفظ للبخاريّ.
• عن ابن عباس، قال: أصبحنا يومًا ونساءُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يبكين، عند كلِّ امرأة منهن أهلها، فخرج إلى المسجد فإذا هو ملآن من الناس، فجاء عمر بن الخطاب فصعِد إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة له، فسلَّم فلم يجبه أحد، ثم سلَّم فلم يجبه أحد، ثم سلَّم فلم يجبه أحد، فناداه، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أطلّقتَ نساءك؟ فقال: "لا؛ ولكن آليتُ منهنَّ شهرًا" فمكث تسعًا وعشرين ثم دخل على نسائه.
صحيح: رواه البخاريّ في النكاح (5203) عن علي بن عبد الله (هو ابن المديني)، حدّثنا مروان ابن معاوية، حدّثنا أبو يعفور، قال: تذاكرنا عند أبي الضُّحي، فقال: حدّثنا ابن عباس، فذكره.
• عن عمر بن الخطاب، قال: لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، قلت: يا رسول الله، إنما كنتَ في الغرفة تسعًا وعشرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ الشّهر تسعًا وعشرين".
صحيح: رواه ابن خزيمة (1921)، وابن حبان (3453) كلاهما من حديث عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار، حدثني سماك أبو زميل، حدثني عبد الله بن عباس، حدثني عمر بن الخطاب، فذكره.
ورواه مسلم في الطلاق (1479) عن زهير بن حرب، عن عمر بن يونس الحنفي في سياق طويل في قصة اعتزاله صلى الله عليه وسلم نساءه، وسيأتي في موضعه.
• عن ابن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"أتاني جبريل عليه السلام، فقال: الشّهر تسع وعشرون يومًا".
صحيح: رواه النسائيّ (2133)، وأحمد (1885) كلاهما من حديث شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الحكم، عن ابن عباس، فذكره.
وأبو الحكم اسمه عمران بن الحارث السلمي. وإسناده صحيح.
وفي رواية عنه، قال: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا، فلما مضى تسع وعشرون، أتاه جبريل فقال:"قد بَّرتْ يمينُك، وقد تمّ الشّهر".
رواه أحمد (2103) عن عمرو بن محمد أبي سعيد العنقريّ، أخبرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عمران، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، وعمران هو ابن الحارث السلمي أبو الحكم كما مضى.
• عن سعد بن أبي وقاص، قال: ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأخرى،
فقال: "الشّهر هكذا وهكذا" ثم نقص في الثالثة إِصْبعًا.
صحيح: رواه مسلم في الصيام (1086) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، حدّثني محمد بن سعد، عن أبيه، سعد بن أبي وقاص، فذكره.
وفي رواية له بلفظ: "الشّهر هكذا وهكذا وهكذا، عشرًا وعشرًا وتسعًا مرّة".
• عن عائشة، قالت: لما مضتْ تسعٌ وعشرون ليلة أعدُّهنَّ، دخل عليَّ رسول الله. قالتْ: بدأ بي. فقلتُ: يا رسول الله، إنّك أقسمتَ أن لا تدخل علينا شهرًا، وإنّك دخلت من تسع وعشرين، أعدُّهنّ. فقال:"إنَّ الشّهرَ تسعٌ وعشرون".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (1083) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني عروة، عن عائشة، فذكرته.
• عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأمويّ، قال: قيل لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، رؤي هذا الشّهر لتسع وعشرين! قالت: وما يعجبُكم من ذاك، لما صُمتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين أكثر مما صمتُ ثلاثين.
صحيح: رواه الإمام أحمد (24518)، والطبراني في الأوسط (5245)، والدارقطني (2351)، والبيهقي (4/ 250) كلّهم من طرق، عن إسحاق بن سعيد بن عمرو، عن أبيه سعيد بن عمرو بن سعيد ابن العاص الأمويّ، عن عائشة، فذكرته. قال الدارقطني:"هذا إسناد صحيح حسن".
قلت: إسناده صحيح ورجاله رجال الشيخين.
وأمّا ما رُوي عن ابن مسعود قال: "لقد صُمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين".
فهو غير ثابت كما قال الدّارقطنيّ (2350) لأنّ فيه عبد الأعلي بن أبي المساور، يروي عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عنه. "وعبد الأعلى بن أبي المساور متروك" انتهى.
قلت: ولكن رواه أبو داود (2322)، والترمذيّ (189) كلاهما عن أحمد بن منيع، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أخبرني عيسي بن دينار، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار، عن ابن مسعود، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (1922) وأخرجه من هذا الوجه.
ورواه الإمام أحمد (4300) عن يحيي بن زكريا بإسناده مثله.
ورجاله ثقات غير دينار والد عيسى وهو الكوفي، انفرد بالرواية عنه ولده، ولم يوثقه غير ابن حبان (6/ 291) ولذا قال فيه الحافظ:"مقبول" أي إذا توبع، ولم يتابع فهو لين الحديث.
وقال الذهبي في "ميزانه": "مجهول".
• عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه شهرًا، فخرج إلينا في