الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخذت كريمتيه إلَّا النظر إلى وجهي، والجوار في داري". ولقد رأيتُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم".
رواه الطبراني في "الأوسط"(8850) عن مقدام بن داود، قال: حدَّثنا أسد بن موسي، قال: حدثنا أشرس بن الربيع أبو شيبان الهذلي، قال: حدَّثنا أبو ظلال القسملي، فذكر مثله.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديثَ عن أشرس إلَّا أسد بن موسي".
وقال الهيثمي في "المجمع"(2/ 309): "فيه أشرس بن الربيع، لم أجد من ذكره، وأبو ظلال ضئفه أبو داود، والنسائي، وابن عدي، ووثقه ابن حبان".
قلت: أشرس بن الربيع ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 42) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 322) وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 80) وذكر جماعة من الرواة عنه.
أمَّا أبو ظلال؛ فجاء ذكره في حديث أنس في أوَّل الباب، إلَّا أنَّ البخاري قال فيه:"أبو ظلال ابن هلال، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتعقَّبه الحافظ في "الفتح" (10/ 117) فقال: أبو ظلال -بكسر الظاء المعجمة، والتخفيف- واسمه هلال. والذي وقع في الأصل: أبو ظلال بن هلال.
صوابه: إما أبو ظلال هلال بحذف "ابن". وإما أبو ظلال بن أبي هلال بزيادة "أبي". واختلف في اسم أبيه، فقيل: ميمون، وقيل: سويد، وقيل: يزيد، وقيل: زيد، وهو ضعيف عند الجميع، إلَّا أنَّ البخاري قال: إنَّه "مقارب الحديث". وليس له في صحيحه غير هذه المتابعة. وذكر المزي في ترجمته أنَّ ابن حبان ذكره في "الثقات"، وليس بجيد؛ لأنَّ ابن حبَّان إنَّما ذكره في "الضعفاء" (1146) فقال:"لا يجوز الاحتجاج به، وإنَّما ذكر في "الثقات" (5/ 504) هلال بن أبي هلال آخر، روى عنه يحيى المتوكِّل. وقد فرق البخاري بينهما، ولهم شيخ ثالث، يقال له: هلال بن أبي هلالي، تابعي أيضًا روى عنه ابنه محمد، وهو أصلح حالًا في الحديث منهما". انتهى.
والخلاصة: أنَّ حديث أبي ظلال ضعيف.
وفي الباب عن ابن مسعود، وابن عمر، وغيرهما وهي كلها ضعيفة.
14 - باب بلوغ الدرجات بالابتلاء
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتَّى يُبلِّغه إيَّاها".
حسن: رواه أبو يعلى (6069) عن أبي كريب، حدَّثنا يونس بن بكير، حدَّثنا يحيى بن أيوب، حدَّثنا أبو زرعة، حدَّثنا أبو هريرة، فذكره.
وأورده الهيثمي في "المجمع"(2/ 292) وقال: "رواه أبو يعلى وفي رواية له: "يكون له عند الله المنزلة الرفيعة"، ورجاله ثقات".
قلت: وهو كما قال، فقد رواه ابن حبَّان في الصحيحه (2908) عن محمد بن العلاء بن كريب (وهو أبو كريب الكوفي المشهور بكنيته)، والحاكم (1/ 344) من طريق أحمد بن عبد الجبار - كلاهما عن يونس بن بكير بإسناده مثله.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ولكن رده الذهبي فقال: "يحيي وأحمد ضعيفان، وليس يونس بحجَّة".
قلت: يحيى هذا هو ابن أيوب بن أبي زرعة البجلي، وثَّقه أبو داود، والبزار، وقال ابن معين:"ليس به بأس". فمثله يحسن حديثه، ولا يُضعَّف، وإن كان ابن معين قد ضعَّفه في رواية عنه؛ ولذا قال فيه الحافظ:"لا بأس به".
وأحمد بن عبد الجبار (وهو العُطاردي) وإن كان ضعيفًا؛ فقد قال فيه الدارقطني: "لا بأس به، على أنَّه لم ينفرد كما رأيتَ.
وأمَّا يونس بن بكير (وهو الشيباني) فهو وإن لم يكن حجَّة، فإنَّه لا ينزل عن مرتبة الحسن؛ وقد قال الذهبي نفسه في "الميزان" في ترجمته:"أحد أئمة الأثر والسير". ثمَّ قال: وقد أخرج مسلم ليونس في الشواهد، لا في الأصول، وكذلك ذكره البخاري مستشهدًا به، وهو حسن الحديث".
واكتفى الحافظ في "التقريب" بقوله: "يخطئ". والله أعلم.
وفي الباب ما رُوي عن محمد بن خالد السلمي، عن أبيه، عن جدِّه -وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله؛ ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثمَّ صبَّره على ذلك حتَّى يُبَلِّغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالي".
رواه أبو داود (3090) من طريقين، عن أبي المليح، عن محمد بن خالد بإسناده، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (22338) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(39) والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" كما في "الترغيب"(4/ 283) وقال: "ومحمد بن خالد لم يرو عنه غير أبي المليح الرقي، ولم يرو عن خالد إلَّا ابنه محمد".
وقال الحافظ الهيثمي في "المجمع"(2/ 292): "رواه الطبراني في الكبير" و "الأوسط"، وأحمد، وفيه قصة، ومحمد بن خالد وأبوه لم أعرفهماء. فهذا يعني أنَّ محمدًا وأباه مجهولان.
وكذا قال الحافظ في "التقريب".
وهو محمد بن خالد بن اللَّجْلاج السلمي، قال الحافظ في ترجمة خالد بن اللجلاج:"أخرج له أبو داود، ولم يُسمِّ أباه، لكن سمَّاه ابن منده".
قلت: وكذلك سمَّاه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(5/ 2426) بأنَّه: "اللجلاج بن حكيم السلمي". وأخرج حديثه هذا، وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة محمد بن خالد، عن