الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرضٍ إلَّا بعثه الله منها طاهرًا".
حسن: رواه الطبراني في "الكبير"(8/ 115 - 116) من وجهين عن خالد بن يزيد بن صبيح، عن سالم بن عبد الله المحاربي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أُمامة، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(23).
وأورده المنذري في "الترغيب"(5164) وقال بعد أن عزاه لابن أبي الدنيا والطبراني في "الكبير": "رواته ثقات، وتبعه الحافظ الهيثمي في "المجمع" (2/ 302) فقال مثله.
وفي الإسناد سالم بن عبد الله المحاربي، قال فيه أبو حاتم الرازي:"صالح الحديث"، "الجرح والتعديل"(4/ 185). وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 407 - 408). ولم يذكر من الرواة عنه في الموضع الأول إلَّا الأوزاعي، وفي الثاني: روى عنه أهلها". فمثله يُحسَّن حديثه.
تنبيه: -نقد نقلنا كلام الهيثمي من "مجمع الزوائد" كما مضى، ولكن نقل المُناوي في "فيض القدير" (5/ 488) عن الهيثمي أنَّه قال:"فيه سالم بن عبد الله البخاري الشامي، لم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات". فانظر من أين نقل هذا القول؟ .
13 - باب من صبر على ذهاب بصره فله الجنة
• عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله قال: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة". يريد: عينيه.
صحيح: رواه البخاري في المرضى (5653) عن عبد الله بن يوسف، قال: حدثني بن الهاد، عن عمرو مولي المطلب، عن أنسٍ فذكره.
وتابعه أشعث بن جابر، وأبو ظلال بن هلال، عن أنس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أمَّا ما رواه أبو يعلى (4222 - الأثري) من وجه آخر عن سعيد بن سُليم الضبي، حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وفيه: وقلت: يا رسول الله! وإن كانت واحدة؟ قال: "وإن كانت واحدة". فهذه زيادة منكرة، سعيد بن سليم ضعيف جدًّا. قال فيه الأزدي:"متروك". وذكره الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" وقال: "هذه زيادة منكرة، سعيد ضعيف". وأورده الهيثمي في "المجمع"(2/ 310) وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه سعد بن سُليم الضبي، ضعَّفه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات، وقال:"يخطئ".
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يقول الله عز وجل: من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنَّة".
صحيح: رواه الترمذي (2401) عن محمود بن غيلان، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: وهو كما قال. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا في "المسند": (7597) عن عبد الرزاق من هذا الوجه.
وأخرجه ابن حبَّان في صحيحه (2932) من حديث سهيل بن أبي صالح، والدارمي (2797) من حديث جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، إلَّا أنَّهما لم يرفعاه إلى الله عز وجل، وإنَّما جعلاه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقط.
• عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يقول الله سبحانه: ابن آدم! إنْ صبرتَ واحتسبتَ عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابًا دون الجنَّة".
حسن: رواه ابن ماجه (1597) عن هشام بن عمار، قال: حدَّثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدَّثنا ثابت بن عجلان، عن القاسم، عن أبي أُمامة، فذكر الحديثَ.
ورواه الإمام أحمد (22228) عن إبراهيم بن مهدي، عن إسماعيل بن عياش، بإسناده، وزاد فيه:"إذا أخذتُ كريمتيك فصبرتَ".
وإسناده حسن؛ من أجل إسماعيل بن عياش، وهو أبو عتبة الحمصي، في حفظه لين، إلَّا أنَّه صدوق إذا روى عن أهل بلده. وهذا من روايته عن أهل بلده؛ فإنَّ شيخه ثابت بن عجلان الأنصاري، أبا عبد الله، حمصي نزل أرمينية، وهو "صدوق" أيضًا كما قال الحافظ في التقريب.
وشيخه القاسم بن عبد الرحمن شامي أيضًا. وإبراهيم بن مهدي الراوي عن إسماعيل بن عياش هو المصيصي، بغدادي الأصل، وثَّقه أبو حاتم، وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، فهو في أقل أحواله لا ينزل عن درجة "صدوق"، غير أنَّ الحافظ جعله في درجة "مقبول"، أي حيث يتابع، وقد تابعه هشام بن عمار في هذا الحديث، وعنه رواه ابن ماجه وهو "صدوق" أيضًا، وقد وثَّقه ابن معين، والعجلي، وغيرهما.
• عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: إذا أخذتُ كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة".
صحيح: رواه أبو يعلى (2365) والطبراني في "الكبير"(12/ 54) كلاهما من حديث يعقوب ابن ماهان، حدثنا هشيم، قال: أبو بشر أخبرني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر مثله.
وصححه ابن حبان (2930) فرواه عن أبي يعلى، عن يعقوب بن ماهان.
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 308): رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير و"الأوسط"، ورجال أبي يعلى ثقات".
قلت: وهو كما قال، إلَّا أنَّ يعقوب بن ماهان "صدوق"، لكنه توبع؛ فقد رواه الطبراني في
"الأوسط"(1179 - مجمع البحرين) من وجه آخر عن الوليد بن صالح النخاس، ثنا هشيم به مثله.
والوليد بن صالح النخاس -بالنون والخاء- الضبي، ثقة من رجال الشيخين. وبهذا صحَّ الإسناد.
• عن العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربِّه، قال: "إذا سلبت من عبدي
كريمتيه، وهو بهما ضنين، لم أرض له ثوابًا دون الجنَّة إذا حمدني عليهما".
حسن: رواه ابن حبَّان في "الصحيح"(2931) عن يحيى بن محمد بن عمرو -بالفُسطاط- قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، قال: حدَّثنا عمرو بن الحارث، قال: حدّثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: حدَّثنا لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن العرباض بن سارية، فذكر مثله.
وإسناده حسن؛ فإنَّ عمرو بن الحارث -وهو ابن الضحاك الزبيدي- وسويد بن جبلة الفزاري، لم يوثقهما إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ في الأول:"مقبول"، أي: حيث يتابع، وقد توبع، فقد رواه البزار (771 - كشف الأستار) عن الحسين بن مهدي، ثنا عبد القدوس بن الحجاج، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن العرباض بن سارية، فذكر مثله، دون قوله "إذا حمدني عليهما". قال البزار:"لا نعلمه عن العرباض بأحسن من هذا الإسناد".
قلت: الإسناد الأول أحسن من هذا؛ لأنَّ أبا بكر بن أبي مريم في إسناد البزار ضعيف، كما في "التقريب"، وبه أعلَّه الهيثمي في "المجمع"(2/ 308).
وأمَّا ما رُوي عن بريدة، وزيد بن أرقم، ففيهما جابر الجعفي، وفيه كلام كثير، رواه البزار (769، 770 - كشف الأستار).
وكذلك لا بصح ما رُوي عن عائشة بنت قدامة بن مظعون مرفوعًا: "عزيز على الله عز وجل أن يأخذ كريمتي مسلم ثمَّ يدخله النار".
قال يونس: "يعني عينيه".
رواه الإمام أحمد (27063) والطبراني في "الكبير"(24/ 856) كلاهما من طريق عبد الرحمن ابن عثمان، قال: حدثني أبي، عن أمه عائشة بنت قدامة، فذكرته.
وعبد الرحمن بن عثمان هو ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب، من رجال "تعجيل المنفعة" قال أبو حاتم:"يهولني كثرة ما يُسنِد". وذكر الذهبي في "الميزان، أنَّ أبا حاتم ضعَّفه. وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (2/ 308)، وأمَّا الحافظ ابن حبَّان؛ فذكره في كتابه "الثقات" (8/ 372) ولم يذكر من روي عنه سوى سعيد بن سليمان الواسطي.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي ظلال القسملي، أنَّه دخل على أنس بن مالك، فقال له:"يا أبا ظلال! متى أُصيب بصرك؟ قال: لا أعقله. قال: ألا أحدثك حديثًا حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن ربِّه تبارك وتعالى، قال: "إنَّ الله قال: يا جبريل! ما ثواب عبدي إذا