الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبيه، عن جدِّه أبي خالد السلمي:"لا يُدري من هؤلاء، روى عنه أبو المليح الرقي".
والقصة التي أشار إليها الهيثمي هي أنَّ جدّه خرج زائرًا لرجل من إخوانه فبلغه أنه شاكي قبل أن يدخل عليه، فدخل عليه فقال: "أتيتك زائرًا، وأتيتك عائدًا، ومبشِّرًا. قال: كيف جمعت هذا كله؟ قال: خرجت وأنا أُريد زيارتك فبلغني شكايتك فكانت عيادة، وأُبشِّرك بشيءٍ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
وفي الباب أيضًا عن عائشة مرفوعًا: "إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها من العمل، ابتلاه الله عز وجل بالحزن ليكفرها عنه".
رواه الإمام أحمد (25236)، والبزار (3260 - كشف) كلاهما من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.
وليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف.
15 - باب إذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله منه خيرًا يُصب منه".
صحيح: رواه مالك في العين (7) عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة، أنَّه قال: سمعت أبا الحُباب سعيد بن يسار يقول: سمعت أبا هريرة يقول، فذكر الحديثَ.
ومن طريقه رواه البخاري في المرضى (5145).
• عن محمود بن لبيد، قال: إنَّ رسول الله قال: "إنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبرُ، ومن جزع فله الجزعُ".
حسن: رواه الإمام أحمد (23623، 23633، 23641) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن أبي عمرو، وهو مولى المطلب، فإنَّه مختلف فيه غير أنَّه حسن الحديث، وقد روى له الجماعة.
وأورده المنذري في "الترغيب"(5116) وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات، ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في سماعه".
قلت: محمود بن لبيد من صغار الصحابة، وجل روايته عن الصحابة، ولذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال:"يروي المراسيل"، ثمَّ قال: وذكرته في الصحابة لأنَّ له رؤية". ورجَّح ابن حجر كونه من الصّحابة، فذكره في القسم الأول من الإصابة، وقال في "التقريب": "صحابي صغير، وجلّ روايته عن الصّحابة، مات سنة ستٍّ وتسعين".
• عن عبد الله بن مغفل قال: إنَّ رجلًا لقي امرأةً كانت بغيًّا في الجاهلية، فجعل
يلاعبها، حتَّى بسط يده إليها، فقالت المرأة: مه! فإنَّ الله عز وجل قد ذهب بالشرك. وقال عفَّان مرَّةً: ذهب بالجاهلية، وجاءنا بالإسلام، فولَّي الرجل، فأصاب وجهه الحائط، فشجَّه، ثمَّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال: أنت عبد أراد الله بك خيرًا، إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرًا عجَّل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبدٍ شرًّا أمسك عليه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة كأنه عَيْرٌ".
صحيح: رواه الإمام أحمد (16806) عن عفان، قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، فذكر مثله.
وصحّحه ابن حبان (2911) والحاكم (1/ 349، 4/ 376 - 377) كلاهما من هذا الوجه. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وأورده الهيثمي في "المجمع"(10/ 191) وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي الطبراني".
وإسناده صحيح، وفيه الحسن بن أبي الحسن البصري الإمام، وهو مدلس، وقد عنعن، إلَّا أنَّ الإمام أحمد صرَّح بأنَّه سمع من عبد الله بن مغفَّل، وأنس بن مالك، وابن عمر، فلعلَّ هذا ممَّا سمع منه. ثم إن ابن حبان قد أخرجه في صحيحه، وهذا مما يطمئن في صحة سماعه عنه كما ذكره في المقدمة في مسألة المدلسين.
وفي الباب عن أنس مرفوعًا: "عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
رواه الترمذي (2396)، وابن ماجه 4031)، كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس، فذكر مثله، ولفظهما سواء.
وساق الترمذي بالاسناد نفسه لفظًا آخر مرفوعًا، وهو:"إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرَّ أمسك عنه بذنبه حتَّى يوافي به يوم القيامة". وقال: "حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: بل هو ضعيف جدًّا؛ فإنَّ سعد بن سنان الكندي ضعيف، ضعفه أحمد، والنسائي، والدارقطني، والجوزجاني، والذهبي، والجماهير، وأمَّا الحافظ؛ فليِّن القول فيه، فقال:"صدوق له أفراد".
ولعلَّ قوله: "له أفراد" إشارة إلى قول الإمام أحمد: "روي خمسة عشر حديثًا منكرةً كلها، ما أعرف منها واحدًا".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال لأصحابه:"إذا مرضتم فلا تتمنَّوا العافية، فإنَّ المرض خيرٌ للمؤمن من الصحة، والمرض هدية الله عز وجل للعباد".