الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - باب ما جاء أن الأمة بخير ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها
• عن الصنابحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي، أو هذه الأمة في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها".
صحيح: رواه الحاكم (1/ 370) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب، عن الصنابحي قال: فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، إن كان الصنابحي هذا عبد الله، فإن كان عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، فإنه مختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت: الصلت بن بهرام له ترجمة في لسان الميزان، وهو ثقة، ولم يؤخذ عليه إلا الإرجاء.
12 - باب الإسراع بالجنازة
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال:"أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير ما تقدموها إليه، وإن يك سوى ذلك فشرٌ تضعونه عن رقابكم".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (1315)، ومسلم في الجنائز (944) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، قال: حفظناه من الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكر الحديث. ورواه مالك في الجنائز (56) عن نافع، عن أبي هريرة فذكره.
وأما ما رُوي عنه قال: كنت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في جنازة فكنت إذا مشيتُ سبقني فأهرول، فإذا هرولتُ سبقتُه، فالتفتُّ إلى رجل جنبي فقلت: تُطْوى له الأرضُ وخليل إبراهيم. ففيه رجلٌ مجهولٌ.
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (139) عن النضر بن شميل، وأحمد (7506، 7929) عن يزيد، كلاهما عن عبد الله بن عون، حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد، عن أبي هريرة فذكره.
وأبو محمد عبد الرحمن بن عبيد، لم يرو عنه إلا عبد الله بن عون بن أرطبان، ولم يوثقه أحد فهو في عداد المجهولين، إلا أن ابن حبان ذكره في "الثقات"(6/ 94) على قاعدته.
• عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يقول: "إذا وضعت الجنازةُ فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلَها، أَين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصَعِق".
صحيح: رواه البخاري في الجنائز (1316) عن عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا سعيد، عن أبيه، أنه سمع أبا سعيد الخدري فذكره.
• عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: شهدتُ جنازة عبد الرحمن بن سمرة،
وخرج زياد يمشي بين يدي السرير، فجعل رجال من أهل عبد الرحمن ومواليهم يستقبلون السرير، ويمشون على أعقابهم ويقولون رُويدًا رُويدًا بارك الله فيكم فكانوا يدبون دَبيبًا حتى إذا كنا في بعض طريق المربد لحقنا أبو بكرة على بغلة، فلما رأى الذي يصنعون حمل عليهم ببغلته، وأهوى إليهم بالسوط وقال: خلُّوا فوالذي أكرم وجه أبي القاسم صلى الله عليه وسلم لقد رأيتنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وإنا لنكاد نرملُ بها رَمَلًا فانبسط القوم.
حسن: رواه أبو داود (3183) من طريق خالد بن الحارث، وعيسى بن يونس، والنسائي (1912) من طريق خالد وحده، عن عيينة بن عبد الرحمن به فذكره، واللفظ للنسائي، واختصره أبو داود.
ورواه الإمام أحمد (20400) عن يحيى بن سعيد، عن عيينة به مثله.
كل هؤلاء قالوا في حديثهم: "عبد الرحمن بن سمرة" ورواه أبو داود (3182) من وجه آخر عن شعبة، عن عيينة بن عبد الرحمن فقال في حديثه "عثمان بن أبي العاص" قال البخاري: هذا وهم، والصواب: عبد الرحمن بن سمرة.
قلت: وهو الصواب، وكذلك أخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (3043)، والحاكم (3/ 446) من وجهين آخرين عن عيينة بن عبد الرحمن.
وعبد الرحمن بن سمرة هو ابن حبيب بن عبد شمس صحابي، افتح سجستان، ثم سكن البصرة، ومات بها سنة خمسين، صلي عليه زياد، ومشى في جنازته، هكذا قاله مصعب بن عبد الله الزبيري، رواه الحاكم (3/ 444) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي، عنه.
ثم رواه النسائي (1913)، والحاكم (1/ 355) كلاهما من طريق هشيم، عن عيينة بن عبد الرحمن، واقتصرا على قول أبي بكرة: لقد رأيتُنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وإنا لنكاد نرمُل بها رملًا. قال الحاكم: صحيح الإسناد. وصحَّحه ابن حبان (3044) ورواه من هذا الوجه.
وعيينة بن عبد الرحمن هو ابن جَوْشن الغطفاني "صدوق" وأبوه عبد الرحمن بن جوشن "ثقة" كما في التقريب.
والمِربد: بكسر الميم وفتح الباء -موضع بالبصرة.
وأما ما رُوي عن ابن عمر مرفوعًا: "إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره، وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره" فهو ضعيف. رواه الطبراني في "الكبير"(12/ 444) عن أبي شُعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعتُ عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عمر فذكر الحديث.
قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 44): ورواه الطبراني في "الكبير"، وفيه يحيي بن عبد الله البابلتي