الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن حبان: "كان يروي المناكير عن المشاهير، ويخالف الثقات، لا يجوز الاحتجاج به".
ولعلّ هذا منه فإنه انفرد به عن قتادة، ولم يرو هذا الحديث من غير طريقه.
وتساهل الترمذيّ فحسّنه مع الغرابة، فقال:"حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل، عن النهاس".
وقال: "وسألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا".
وقال: "قد رُوي عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا شيء من هذا. وقد تكلّم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظه" انتهى.
وفي الباب حديث جابر، رواه ابن حبان (3853) وغيره، وسبق ذكره في الحج - فضل يوم عرفة فراجعه.
22 - باب ما جاء في فطر العشر
• عن عائشة، قالت:"ما رأيتُ رسولّ الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قطّ".
وفي لفظ: "أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَصُم العشر".
صحيح: رواه مسلم في الاعتكاف (1176) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الترمذي (756) وقال: هكذا روي غير واحد عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور، عن إبراهيم، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم ير صائمًا قط.
وأما ما رُويَ عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر فهو شاذٌّ مخالفٌ لما في الصحيح.
رواه النسائي (2418) من حديث هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
23 - باب الصيام في شهر الله المحرم والأشهر الحُرُم
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصّيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (1163) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن حُميد بن عبد الرحمن الحميريّ، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن جندب بن سفيان البجليّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ أفضل الصّلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه
المحرم".
صحيح: رواه الطبراني في الكبير (2/ 182 - 183)، والنسائي في الكبري (2904)، والبيهقي (4/ 291) كلّهم من حديث عبيدالله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جندب بن سفيان، فذكره. واختصره النسائي.
قال المنذريّ في "الترغيب والترهيب"(1548) بعد أن عزاه للنسائي، والطبراني: إسناده صحيح.
وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 190 - 191): "عزاه في الأطراف إلى النسائي. ولم أجده في نسختي، وكأنه في "الكبرى". ورواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح".
وفي الباب ما رُوي عن مجيبة الباهليّة، عن أبيها -أو عمّها- أنه أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله! أما تعرفني؟ قال: "من أنت؟ ". قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: "فما غيّرك، وقد كنت حسن الهيئة؟ ". قال: ما أكلتُ طعامًا منذ فارقتك إلا بليل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم عذبتَ نفسك؟ " ثم قال: "صُمْ شهر الصّبر، ويومًا من كلّ شهر". قال: زدني فإن بي قوة. قال: "صم يومين" قال: زدني: قال: "صم ثلاثة أيام". قال: زدني -قال: "صم من الْحُرُم واترك، وصم من الْحُرُم واترك، صم من الْحُرُم واترك" وقال بأصابعه الثلاثة- فضمّها ثم أرسلها.
رواه أبو داود (2428) من طريق حماد، وابن ماجه (1741)، والنسائي (2743) من حديث سفيان، والإمام أحمد (20323) من حديث الجريري، كلّهم عن أبي السيل، عن مجيبة الباهلية، فذكرته.
هكذا رواه أبو داود -واللفظ له-، ورواه ابن ماجه، فقال: عن أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه -أو عن عمه-.
وفيه بعد قوله: "ويومين": "صم شهر الصبر، وثلاثة أيام بعده، وصم أشهر الْحُرُم".
وفي رواية النسائي: عن مجيبة الباهلي، عن عمّه -بدون شك، وفيه-:"صُم الْحُرُم وأفطر".
وفي رواية أحمد: "مجيبة عجوز من باهلة".
ومجيبة الباهلية مجهولة لم يرو عنها غير أبي السبيل. ثم كما رأيت اضطرب الناس فيها فقيل: إنّها امرأة، وقيل: إنها رجل، وقيل: أبو مجيبة.
قال المنذري بعد أن نقل كلام العلماء في مجيبة الباهلية أو الباهلي: "وقد وقع هذا الاختلاف كما تراه، وأشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه لذلك، وهو متوجه".
والجريري هو سعيد بن إياس اختلط بآخره ولكن رواه البعض من سبق ذكرهم قبل الاختلاط.
وقوله: "الْحُرُم" أي الأشهر الحرم، وهي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وقد عبر أعرابي بقوله: ثلاثة سَرْد، وواحد فرد.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أن أصوم