الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما ما رُوي عن أسماء بنت عُميس قالت: لما أُصيب جعفر رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: "إن آل جعفر قد شُغِلوا بشأن ميتهم، فاصنعوا لهم طعامًا" ففيه مجاهيل. رواه ابن ماجه (1611) عن يحيى بن خلف أبو سلمة قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن ام عيسي الجزَّار، قالت: حدثتني أم عون ابنة محمد بن جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس فذكرته.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (27086) من طريق محمد بن إسحاق بإسناده. وفي الإسناد أم عيسي لم تُسم، وكذلك أم عون وكلاهما مجهولتان.
قال الحافظ: "أم عيسى الخزاعية لا تعرف حالها" وقال: "أم عون ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب ويقال لها: أم جعفر "مقبولة" أي عند المتابعة، ولم تتابع فهي "لينة الحديث".
وبهما ضعَّفه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وأورده الهيثمي في "المجمع"(6/ 161) وقال: "رواه أحمد وفيه امرأتان لم أجد من وثَّقهما، ولا جرَّحهما، وبقية رجاله ثقات" وهو ليس على شرطه.
13 - باب ما جاء في طبخ التلبينة لأهل الميت
• عن عائشة أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها -أمرتْ ببرمةٍ من تلبينةٍ فطُبخت، ثم صُنع ثَريد، فصُبَّت التلبينةُ عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"التلبينة مُجِمَّة لفُؤاد المريض، تُذهب بعضَ الحزن".
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (5417)، ومسلم في السلام (2216) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
والتلبينة: هي حساء دقيق أو نُخالة، قالوا: وربما جعل فيها عسل، قال الهروي وغيره: سميت تلبينة تشبيهًا باللبن لبياضها ورقّتها.
ومُجِمَّة: بضم الميم وكسر الجيم - أي تريح الفؤاد، وتزيل عنه الهم، وتنشطه.
14 - باب في كراهية ضيافة الواردين للعزاء
• عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كُنَّا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصَنيعةَ الطعام من النِياحة.
صحيح: رواه ابن ماجه (1612) من طريقين:
الأولى: عن محمد بن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا هُشيم، عن إسماعيل
ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله فذكر الحديث.
والثانية: عن شجاع بن مخلد أبي الفضل، قال: حدثنا هُشيم بإسناده.
وهذا إسناده صحيح. قال البوصيري في "الزوائد": "رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم"، وصحَّحه النووي في "المجموع"(5/ 320).
ورواه أحمد (6905) عن نصر بن باب، عن إسماعيل بإسناده وفيه:"وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة" ونصر بن باب من رجال "التعجيل"، وأهل العلم مُطبقون على تضعيفه، ولكنه قد توبع كما رأيت عند ابن ماجه.
وقوله: "كنا نعد الاجتماع" قال السندي: "هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة، أو تقرير النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الثاني فحكمه الرفع، وعلى التقديرين فهو حجة، ثم قال: وبالجملة فهذا عكس الوارد، إذ الوارد أنه يصنع الناسُ الطعامَ لأهل الميت، فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام قلب لذلك، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأجل الموت قلب للمعقول. لأن الضيافة حقها أن تكون للسرور لا للحزن" انتهى.