الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرًا فشرًا".
وأورده الهيثمي في "المجمع"(2/ 318) عن حيان أبي النضر. وعزاه لأحمد والطبراني في "الأوسط"، وقال:"رجال أحمد ثقات".
وفاته العزو إلى "الكبير" وهو أولى لاتحاد المخرجين، ثم رواه الطبراني في "الأوسط" (7947) أيضًا من وجه آخر عن يونس بن ميسرة بن حلْبَس قال: دخلنا على يزيد بن الأسود عائدين، فدخل عليه واثلة بن الأسقع فذكر نحوه.
والوليد بن مسلم مدلس إلا أنه صرَّح بالتّحديث، وحيَّان أبو النضْر هو الأسدي الشامي وثَّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح، ترجمته في "التاريخ الكبير"(3/ 55)، و"الجرح والتعديل"(3/ 244 - 245).
وصحَّحه ابن حبان (633، 634، 635)، والحاكم (4/ 240) كلاهما من وجه آخر عن هشام ابن الغاز، قال: حدثنا حيان أبو النضر، عن واثلة بن الأسقع فذكر الحديث بدون قصة.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
• عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
صحيح: رواه أحمد (13192) وأبو يعلى (3232) كلاهما من حديث أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
12 - باب كثرة ذكر الموت
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هادِم اللّذات" يعني الموت.
حسن: رواه الترمذي (2307)، والنسائي (1824)، وابن ماجه (4258) وابن حبان (2992)، والحاكم (4/ 321)، وأحمد (7925)، والخطيب (9/ 470) كلهم من طرق، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
ومن هؤلاء الذين رووا عن محمد بن عمرو: الفضل بن موسى، وعبد العزيز بن مسلم، ومحمد ابن ابراهيم بن عثمان والد أبي بكر وعثمان بن أبي شيبة، والعلاء بن محمد بن سيار، وسليم بن أخضر، وحماد بن سلمة، ويزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، وغيرهم.
وخالفهم جميعًا أبو أسامة فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، مرسلًا. قال الدارقطني في "العلل" (8/ 39 - 40):"والصحيح المرسل".
كذا قال، وهو إمام في الجرح والتعديل، ولكن قواعد التخريج تقتضي أن نحكم لمن رفع لكثرتهم، وإن كان فيهم الضعيف، وكثير الخطأ، ولكن فيهم الفضل بن موسى السيناني وصفه في
التقريب "ثقة ثبت" فهؤلاء يعضد بعضهم بعضًا.
وأبو أسامة هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي، وثقه جماعة من أهل العلم، إلا أنه وصف بالتدليس.
وقال الحافظ في "التقريب": "ثقة ثبت، ربما دلس، وكان بأخرة يحدّث من كتب غيره" يعني بدون سماع من أصحابها، وهذا مظنة للخطأ. وإن كان قول ابن حجر:"يحدِّث من كتب غيره" فيه نظر؛ فإنَّ المحققين كالذّهبي وغيره نفوا عنه هذه التّهمة.
قال الترمذي: "حسن غريب". مع أنه رواه عن الفضل بن موسى السيناني وهو ثقة ثبت كما مضى.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة؛ فإنه حسن الحديث.
وقوله: هادم: من الهدم، وهو هدم البناء، والمراد الموت، وفي رواية:"هاذم" بالذال المعجمة بمعنى القاطع.
وما ورد في بعض الروايات من الزيادات: "فما ذكره عبد قط وهو في ضيق وإلا وسَّعه عليه، ولا ذكره وهو في سعةٍ إلا ضيَّقه عليه" فهي منكرة أو شاذّة.
• عن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم من الأنصار يضحكون. فقال: "أكثروا ذكر هادِم اللذات".
حسن: رواه البزار "كشف الأستار"(3623) عن جعفر بن محمد بن الفُضيل، والطبراني في "الأوسط"(695) عن أحمد بن محمد بن أبي بزَّة، كلاهما عن مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا حماد، تفرد به مؤمل" انتهى.
قلت: ليس كما قال، بل رواه أيضًا عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة بإسناده. رواه الخطيب في تاريخه (6428) بإسناده عنه، وهذه متابعة قوية لمؤمل بن إسماعيل فإنه ضعيف، ولكنه يعتبر به عند المتابعة، وعبد الأعلى بن حماد النرسي "ثبت" كما قال الذهبي في "الكاشف" وبه صار الإسناد حسنًا. وحسَّنه أيضًا الهيثمي في "المجمع"(10/ 308) بعد أن عزاه للبزار والطبراني، وهو تساهل منه، فإن مؤمل بن إسماعيل لا يُحسن حديثه إلا بعد المتابعة.
ولكن نقل عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلل"(2/ 131) عن أبيه فقال: سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي بزة، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يمزحون ويضحكون فقال:"أكثروا ذكر هاذم اللذات -يعني الموت" قال أبي: "هذا حديث باطل لا أصل له" يجعلنا أن نتأمل في صحة هذا الحديث، فإن أبا حاتم لم يحكم عليه ببطلانه إلا بعد الاستقراء والاطلاع على جميع طرقه، فهل
هو باطل لا أصل له؟ .
وفي الباب عن أبي سعيد مرفوعًا في حديث طويل وفيه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه، فرأى ناسًا كأنهم يكتثِرون، فقال لهم: "أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادِم اللذات لشغلكم عما أرى الموتُ، فأكثروا من ذكر هادِم اللذات الموت
…
".
رواه الترمذي (2460) عن محمد بن أحمد مدُّويَهْ، حدثنا القاسم بن الحكم العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قلت: بل هو ضعيف جدًّا وفيه سلسلة الضعفاء، القاسم بن محمد العرني، وشيخه عبيد الله بن الوليد الوصافي، وشيخه عطية كلهم من الضعفاء.
وفي الباب أيضًا عن ابن عمر مرفوعًا ولفظه: "أكثروا ذكر هادِم اللذات، فإنه لا يكون في كثير
إلا قلَّله، ولا في قليل إلا كثَّره".
رواه الطبراني في "الأوسط"(5780) من طريق أبي عامر الأسدي، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. ومن هذا الطريق رواه القضاعي في "مسند الشهاب"(671).
وأبو عامر هو القاسم لا يُعرف، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يقل فيه شيئًا.
وكذلك لا يصح ما رُوي عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار، فسلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله! أيّ المؤمنين أفضل؟ قال: "أحسنهم خلقًا" قال: أي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس".
رواه ابن ماجه (4259) من طريق نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر فذكره.
ونافع بن عبد الله "مجهول"، وكذلك شيخه فروة بن قيس حجازي "مجهول" أيضًا.
وقال الذهبي: "هذا خبر باطل" نقله البوصيري عنه في الزوائد.
وأما قول المنذري في "الترغيب والترهيب"(4/ 129): "بإسناد جيد" فغير جيد، وللحديث طرق لا يخلو من ضعف ومجهول.
وفي الباب أيضًا عن عمر بن الخطاب، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 355) وفيه عبد الملك ابن يزيد قال الذهبي:"لا يُدرى من هو؟ ".
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن شداد بن أوس مرفوعًا: "الكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أَتْبع نفسه هواها، ثم تمنى على الله".
رواه الترمذي (2459)، وابن ماجه (4260) كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلى شداد بن أوس فذكره.