الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
وطَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه مَعَ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أخَوَيْنِ.
10 -
والزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ رضي الله عنه مَعَ سَلَمَةَ بنِ سَلَامَةِ بنِ وَقْشٍ رضي الله عنه أخَوَيْنِ.
11 -
وبِلالُ بنُ رَبَاحٍ رضي الله عنه مَعَ أَبِي رُوَيْحَةَ الخَثْعَمِيِّ رضي الله عنه أخَوَيْنِ (1).
وَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ التَّآخِّي إِلَّا بَيْنَ هَؤُلَاءِ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا أوَّلُ مَا آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ، وصَارَ يُجَدِّدُهَا بِحَسَبِ مَنْ يَأْتِي إلى المَدِينَةِ مُهَاجِرًا، ومَنْ دَخَلَ في الإِسْلامِ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ.
*
مَآثِرُ الأَنْصَارِ الخَالِدَةُ:
وَكَانَتْ عَوَاطِفُ الإِيثَارِ والمُوَاسَاةِ والمُؤَانَسَةِ تَمْتَزِجُ في هَذِهِ الأُخُوَّةِ، وتَمْلَأُ المُجْتَمَعَ الجَدِيدَ بأرْوَعِ الأمْثِلَةِ (2).
حَرِصَ الأَنْصَارُ رضي الله عنهم عَلَى الحَفَاوَةِ بإخْوَانِهِمُ المُهَاجِرِينَ، فَمَا نَزَلَ مُهَاجِرِيُّ عَلَى أنْصَارِيٍّ إِلَّا بِقُرْعَةٍ، فَقَدْ أخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أُمِّ العَلَاءِ الأنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ المَدِينَةَ
= والجوابُ أن ابتداءَ المُؤَاخاة كان في أوائلِ قُدُومه صلى الله عليه وسلم المدينة، ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يُؤَاخي بين مَنْ يأتي بعد ذلك، وهلُمَّ جَرًّا، وليس باللازم أن تكون المؤاخاةُ وقعتْ دُفعَةً واحدةً، حتَّى يُرَدَّ هذا التعقبُ، فصحَّ ما قاله ابن إسحاق - من مؤاخاة سلمان رضي الله عنه وأبي الدرداء رضي الله عنه وأيَّده هذا الخبر الذي في الصحيح، وارتَفَعَ الإشكالُ بهذا التقدير، وللَّه الحمد.
(1)
انظر سيرة ابن هشام (2/ 119).
(2)
انظر فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي رَحِمَهُ اللْهُ تَعَالَى ص 180.
اقْترَعَتِ الأَنْصَارُ عَلَى سَكَنِهِمْ (1).
ولقدْ ضَرَبَ الأَنْصَارُ رضي الله عنهم أرْوَعَ الأمْثِلَةِ في الإيثَارِ لِإِخْوَانِهِمُ المُهَاجِرِينَ، فَقَدْ أخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ إبْرَاهِيمَ بنِ سَعْدٍ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لمَّا قَدِمُوا المَدِينَةَ -أي المُهَاجِرُونَ- آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وسَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ سَعْدٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: إنِّي أكْثَرُ الأَنْصَارِ مالًا، فَاقْسِمْ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَلِيَ امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقُهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فتَزَوَّجْهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ في أهْلِكَ وَمَالِكَ (2)، أيْنَ سُوقُكُمْ؟ .
فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنقَاعَ (3)، فَمَا انْقَلَبَ (4) إِلَّا وَمَعَهُ فَضْلٌ مِنْ أَقِطٍ (5) وسَمْنٍ، ثُمَّ تَابَعَ الغُدُوَّ (6)، ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ (7)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (3929) - وأخرجه في كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام - رقم الحديث (7018). وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (27458).
(2)
قال الشَّيخ محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة ص 180: . . . وقد قَدَّر المهاجرون هذا البَذْل الخَالِصَ فما استَغَلُّوه، ولا نالوا منه إِلَّا بَقْدِر ما يتوَجَّهُون إلى العَمَل الحُرِّ الشَّريف.
(3)
قال الحافظ في الفتح (5/ 7): بنو قَيْنُقَاع: بفتح القاف: هي قَبِيلَةُ من اليهودِ نُسِبَ السُّوق إليهم.
(4)
فما انقَلَبَ: أي فما رَجَع. انظر النهاية (4/ 85).
(5)
الأقِطُ: هو لَبَنٌ مُجَفَّف يابِسٌ. انظر النهاية (1/ 59).
(6)
قال الحافظ في الفتح (5/ 7): أي داومُ الذهَابِ إلى السُّوق للتِّجارة.
(7)
قال الحافظ (10/ 292): المُرَادُ بالصُّفْرَةِ صُفْرَةُ الخَلُوقِ، والخَلُوق طِيبٌ يُصنع من زَعْفَرَان وغيره.