الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
قِسْمَةُ الغَنَائِمِ:
فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَنْطِقَةِ الصَّفْرَاءَ فِي طَرِيقِ العَوْدَةِ إِلَى المَدِينَةِ، قَسَمَ هُنَالِكَ الغَنَائِمَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، فَأَخْرَجَ الخُمُسَ، وَقَسَمَ البَاقِي بَيْنَ المُسْلِمِينَ، وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّحَابَةَ الذِينَ لَم يَشْهَدُوا غَزْوَةَ بَدْرٍ بِسَبَبِ أعْذَارِهِمْ، مِنْهُمْ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رضي الله عنه؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُمَرِّضُ زَوْجَتَهُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1).
أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قَالَ: ضُرِبَتْ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِمِائَةِ سَهْمٍ (2).
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صحِيحَيْهِمَا عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ لِي شارِفٌ (3) مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ (4).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ وأَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: نَفَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ سَيْفَ أَبِي جَهْلٍ (5).
(1) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الخمس - باب إذا بعث الإمام رسولًا في حاجة - رقم الحديث (3130).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب (12) - رقم الحديث (4027).
(3)
الشَّارِفُ: هي الناقة المُسِنَّة. انظر النهاية (2/ 415).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الخمس - باب فرض الخمس - رقم الحديث (3091) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الأشربة - باب تحريم الخمر - رقم الحديث (1979).
(5)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (4246) - وأبو داود في سننه -كتاب =
* صَفِيُّ (1) الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم:
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ: وَقَدْ كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ المَغَانِمِ شَيْءٌ يَصْطَفِيهِ لِنَفْسِهِ عَبْدًا أَوْ أَمَةً أَوْ فَرَسًا، أَوْ سَيْفًا، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بنُ سِيرِينَ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، وَتَبِعَهُمَا عَلَى ذَلِكَ أكْثَرُ العُلَمَاءِ (2).
فَقَدْ أَخْرَجَ ابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَتْ صَفِيَّةُ (3) مِنَ الصَّفِيِّ (4).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالنَّسَائيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي العَلَاءِ بنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الإِبِلِ، فَجَاءَهُ أعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةُ أَدِيمٍ (5)، أو جِرَابٌ (6)، فقال: مَنْ يَقرَأ؟ ، أَوْ فِيكمْ مَنْ يَقرَأ؟ ، قلتُ: نَعَمْ، فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُول اللَّهِ، لبنِي زُهَيْرِ
= الجهاد - باب من أجاز على جَريح مُثْخَن يُنفل من سلبه - رقم الحديث (2722)
(1)
الصَّفِيُّ: ما كان يأخذه رَئيس الجيش ويَختَاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة. انظر النهاية (3/ 37).
(2)
انظر تفسير ابن كثير (4/ 61).
(3)
هي صَفِيَّة بنت حيي بن أخطب، أم المؤمنين، من ذرية هارون عليه السلام، وكانت شريفة عاقلة، ذات حَسَب وجمال ودِينٍ، وحِلْم، ووَقَار، رضي الله عنها، وتوفيت سنة خمسين للهجرة. انظر سير أعلام النبلاء (2/ 231).
(4)
أخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب السير - باب ذكر ما خص اللَّه جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (4822) - وأبو داود في سننه - كتاب الخراج - باب ما جاء في سهم الصفي - رقم الحديث (2994).
(5)
الأدِيم: الجلد. انظر لسان العرب (1/ 96).
(6)
الجِراب: بكسر الجيم هو وِعاء من جلد الشاء. انظر لسان العرب (2/ 228).