الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعِنْدَ ابنِ مَاجَه، والطَّحَاوِيِّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثَارِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: . . . فَلَمَّا هُدِمَ المَسْجِدُ وَغُيِّرَ، أَخَذْتُ ذَلِكَ الجِذْع، فَلَمْ يَزلْ عِنْدِي في بَيْتِي حَتَّى بَلِيَ، فَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ، وعَادَ رُفَاتًا (1).
قَالَ الحَافِظُ: وَهَذَا -أيْ قَوْلُ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه لَا يُنَافِي مِنْ أَنَّهُ دُفِنَ؛ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ظَهَرَ بَعْدَ الهَدْمِ عِنْدَ التَّنْظِيفِ، فَأَخَذَهُ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ رضي الله عنه (2).
*
فَضَائِلُ المِنْبَرِ:
جَاءَتْ أحَادِيثُ كَثِيرَةٌ في فَضْلِ هَذَا المِنْبَرِ فَمِنْ ذَلِكَ: مَا أخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ (3) في الجَنَّةِ"(4).
وأخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ والنَّسَائيُّ في السُّنَنِ الكُبْرَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ
(1) أخرجه ابن ماجه في سننه - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في بدء شأن المنبر - رقم الحديث (1414) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (4176).
(2)
انظر فتح الباري (7/ 307).
(3)
قال الإِمام السندي في شرح المسند (14/ 422): الرُّتُوبُ: الثُّبُوتُ والدَّوام، والرَّوَاتب جمع رَاتِبَة، وهذا إما كِنَاية عن ثُبُوت المِنْبَرِ له في الجنةِ، أو بيان أن مِنْبره الذي كان له في الدنيا يُنقلُ إلى الجنة.
(4)
أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (26476) - وابن حبان في صحيحه - كتاب الحج - باب فضل المدينة - رقم الحديث (3749).
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ (1) مِنْ تُرَع الجَنَّةِ"(2).
وَروَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي"(3).
قَالَ الْحَافِظُ في الفتْحِ: أَيْ كَرَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ في نُزُولِ الرَّحْمَةِ وَحُصُولِ السَّعَادَةِ بِمَا يَحْصُلُ مِنْ مُلازَمَةِ حِلَقِ الذِّكْرِ لَا سِيَّمَا في عَهْدِهِ صلى الله عليه وسلم فَيَكُونُ تَشْبِيهًا بِغَيْرِ أَدَاةٍ، أَوِ الْمَعْنَى أَنَّ الْعِبَادَةَ فِيهَا تُؤَدِّي إلى الْجَنَّةِ فَيَكُونُ مَجَازًا، أَوْ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَأَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ رَوْضَةٌ حَقِيقِيَّةٌ بِأَنْ يَنتقِلَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ بِعَيْنِهِ في الْآخِرَةِ إلى الْجَنَّةِ (4).
(1) التُرْعَةُ في الأصل: الرَّوضة على المكان المُرْتَفِعِ خَاصَّةً.
قال القتَيْبِي: معناهُ أن الصلاةَ والذِّكْرَ في هذا المَوْضِع يُؤَدِّيَان إلى الجنة، فكأنَّه قِطْعَة منها. انظر النهاية (1/ 183).
(2)
أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (8721) - والنسائي في السنن الكبرى - كتاب المناسك - بابُ المنبر - رقم الحديث (4274).
(3)
قال الحافظ في الفتح (4/ 589): قوله صلى الله عليه وسلم: "ومِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي": أي يُنْقَلُ يوم القيامةِ فيُنْصَبُ على الحوضِ، وقال الأكثرُ: المراد مِنبري بِعَينه الذي قال هذه المَقالة وهو فَوْقه، وقيل: المراد المِنبر الذي يوضعُ له يوم القيامة، والأول أظهر.
والحديثُ أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب فضائل المدينة - باب (12) - رقم الحديث (1888) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب ما بين القبر والبيت روضة من رياض الجنة - رقم الحديث (1391).
(4)
انظر فتح الباري (4/ 589).