الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَعِي فَبَكَى، فَتَرَكْتُهُ، فَدَنَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَتُحِبُّهُ يَا مُحَمَّدُ؟
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ".
فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الأَرْضِ التِي يُقْتَلُ بِهَا (1).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمَّارَ بنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ، أَشْعَثَ أغْبَرَ، مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ أَوْ يَتَّبَّعُ فِيهَا شَيْئًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"دَمُ الحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ اليَوْمِ"، قَالَ عَمَّارٌ: فَحَفِظْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ اليَوْمِ (2).
*
شَأْنُ مُحَسِّنِ بنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما:
وَأَمَّا مُحَسِّنٌ فَقَدْ مَاتَ صَغِيرًا، قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: اتَّفَقَ أَهْلُ العِلْمِ بِالأَخْبَارِ أَنَّ مُحَسِّنَ بنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، مَاتَ صَغِيرًا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).
*
شَأْنُ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما:
وَأَمَّا أَمُّ كُلْثُومٍ، فَوُلِدَتْ فِي حُدُودِ سَنَةِ سِتٍّ مِنَ الهِجْرَةِ، وَرَأَتِ النَّبِيَّ
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (26524) - وأخرجه في فضائل الصحابة - رقم الحديث (1391).
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (2165).
(3)
انظر فتح الباري (3/ 502).
-صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ تَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا (1)، وَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدًا، وَمَاتَ عَنْهَا عُمَرُ رضي الله عنه، فتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ بِبَنِي عَمِّهَا جَعْفَرَ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، تَزَوَّجَتْ بِعَوْنِ بنِ جَعْفَرَ، فَمَاتَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَخُوهُ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، فَمَاتَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَخُوهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ، فَمَاتَتْ عِنْدَهُ (2).
أَخْرَجَ الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ فِي الشَّوَاهِدِ عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ قَالَ: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ إِلَى عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ: أَنْكِحْنِيهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي أَرْصُدُهَا (3) لِابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بنِ جَعْفَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: أنْكِحْنِيهَا فَوَاللَّهِ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَرْصُدُ مِنْ أَمْرِهَا مَا أَرْصُدُهُ فَأَنْكَحَهُ عَلِيٌّ، فَأَتَى عُمَرُ المُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: أَلَا تُهَنُّونِي؟ فَقَالُوا: بِمَنْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: بِأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ وَابْنَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"كُلُّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي"، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسَبٌ وَسَبَبٌ (4).
(1) انظر سير أعلام النبلاء (3/ 500).
(2)
انظر البداية والنهاية (5/ 306).
(3)
الإرصاد: الانتِظَار. انظر لسان العرب (5/ 224).
ومنه قوله تعالى في سورة التوبة آية (107): {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ. . .} .
(4)
أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب نكاح عمر بأم كلثوم وسببه - رقم الحديث (4738) - وانظر السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله رقم الحديث (2036).