الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخُدْرِيِّ، وَأَبُو دُجَانَةَ، وَأُمُّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ.
*
دِفَاعُ أَبِي دُجَانَةَ رضي الله عنه عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم
-:
وَأَخَذَ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةُ يَدْفَعُوا المُشْرِكِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكُلِّ مَا أُتُوا مِنْ قُوَّةٍ، مَعَ كَثْرَةِ الجِرَاحِ التِي فِيهِمْ، فَقَامَ أَبُو دُجَانَةَ رضي الله عنه وَتَرَّسَ (1) نَفْسَهُ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقَعُ النَّبْلُ في ظَهْرِهِ، وَهُوَ مُنْحَنٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى امْتَلَأَ ظَهْرُهُ سِهَامًا، وَهُوَ لَا يَتَحَرَّكُ، غَيْرَ مُبَالٍ مَا أَصَابَهُ في سَبِيلِ اللَّهِ (2).
*
دِفَاعُ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-:
وَمِمَّنِ اسْتَمَاتَ في الدِّفَاعِ عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ (3) عَلَيْهِ بِحَجَعَةٍ (4) لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ (5) مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: "انْثُرْهَا لِأَبِي
(1) تَرَّس: أي سَتَرَ ووَقى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بنفسه. انظر لسان العرب (2/ 28).
(2)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 91) - دلائل النبوة للبيهقي (3/ 234).
(3)
مُجوِّبٌ بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الواو: أي متَرِّس عليه يَقِيه بها، ويُقال للترس أيضًا جَوبة. انظر فتح الباري (8/ 108) - النهاية (1/ 300).
(4)
الحَجَفَة: هي التُّرسُ. انظر النهاية (1/ 333).
(5)
الجَعْبَة: هي الآلة التي تُجعل فيها السِّهام. انظر النهاية (1/ 265).
طَلْحَةَ"، قَالَ: وَيُشْرِفُ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى القَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ القَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ" (2).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ أَشَدُّ عَلَى المُشْرِكِينَ مِنْ فِئَةٍ"(3).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في المُسْنَدِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ في الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ"(4). قَالَ: وَكَانَ يَجْثُو (5) بَيْنَ
(1) يُشْرِف: أصله من الشَّرف، وهو العُلُو، كأنه ينظرُ إليه من موضعٍ مرتفعٍ فيكون أكثر لإدراكه. انظر النهاية (2/ 414).
(2)
قَالَ الحَافِظُ في الْفَتْحِ (8/ 109): أي أفدِيكَ بنفسي.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} - رقم الحديث (4064) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة النساء مع الرجال - رقم الحديث (1811) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (12024).
(3)
الفِئَة: الفِرقة والجماعة من الناس. انظر النهاية (3/ 364).
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (13105).
(4)
قوله صلى الله عليه وسلم: "خيرٌ من فِئَةٍ": قال السندي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في شرح المسند (7/ 135): أي أهْيَبُ في صدورِ العدو من فئة.
(5)
الجاثِي: هو الذي يجلِسُ علي ركبتيه. انظر النهاية (1/ 232) - ومنه قوله تعالى في سورة الجاثية - آية (28): {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} .