الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أجْدَادِهِ -أَوْ قَالَ أخْوَالِهِ- مِنَ الأَنْصَارِ، وأنَّهُ صَلَّى قَبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وأنَّهُ صَلَّى أوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ العَصْرِ (1).
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: المَشْهُورُ أَنَّ أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الكَعْبَةِ صَلَاةُ العَصْرِ، وَلهَذَا تَأَخَّرَ الخَبَرُ عَنْ أَهْلِ قُبَاءَ إِلَى صَلَاةِ الفَجْرِ (2).
*
وُصُولُ خَبَرِ تَحْوِيلِ القِبْلَةِ لِأَهْلِ قُبَاءَ:
وَوَصَلَ خَبَرُ تَحْوِيلِ القِبْلَةِ لِأَهْلِ قُبَاءَ، وَهُمْ خَارجَ المَدِينَةِ في صَلَاةِ الفَجْرِ مِنَ اليَوْمِ الثَّانِي.
فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءَ في صَلَاةِ الصُّبْحِ (3) إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الصلاة من الإيمان - رقم الحديث (40).
(2)
انظر تفسير ابن كثير (1/ 460).
(3)
قال الحافظ في الفتح (2/ 65): وهذا فيه مغايرة لحديث البراء الآتي فإن فيه أنهم كانوا في صلاة العصر، والجواب أن لا منافاة بين الخبرين، لأن الخبرَ وصَلَ وقتَ العَصْر إلى من هو داخل المدينة، وهم بنو حارِثَة وذلك في حديث البراء الآتي، ووصل الخبرُ وقثَ الصُّبح إلى من هو خارج المدينة، وهم بنُو عمرو بن عوف أهل قباء وذلك في حديث ابن عمر هذا.