الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: "نعم"، قَالَ: بَخٍ بَخٍ (1)، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟ " قَالَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا"، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ (2)، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أنا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ، إنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، وَأَخَذَ سَيْفهُ، ثُمَّ قَاتَلَ القَوْمَ حَتَّى قُتِلَ رضي الله عنه (3).
قَالَ الحَافِظُ: وَفي قِصَّةِ عُمَيْرِ بنِ الحُمَامِ رضي الله عنه مِنَ الفَوَائِدِ: مَا كَانَ الصَّحَابَةُ عَلَيْهِ مِنْ حُبِّ نَصْرِ الإِسْلَامِ، وَالرَّغْبَةِ فِي الشَّهَادَةِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ (4).
وَقَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ: وَفِي قِصَّةِ عُمَيْرِ بنِ الحُمَامِ رضي الله عنه جَوَازُ الِانْغِمَارِ فِي الكُفَّارِ، والتَّعَرُّضُ لِلشَّهَادَةِ، وَهُوَ جَائِزٌ بِلَا كَرَاهَة عِنْدَ جَمَاهِيرِ العُلَمَاءِ (5).
*
رَمْيُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم المُشْرِكِينَ بِالحَصْبَاءِ وَالهُجُومُ عَلَيْهِمْ:
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ حَفْنَةً (6) مِنَ الحَصْبَاءِ (7) فَاسْتَقْبَلَ بِهَا الكُفَّارَ،
(1) بَخٍ بَخٍ: هي كلمة تُقال عند المدح والرضى بالشيء وتكرر للمبالغة. انظر النهاية (1/ 101).
(2)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (13/ 41): قَرَنه: هو بقاف وراء مفتوحتين أي جَعْبَته.
(3)
أخرج قصة عمير بن الحمام رضي الله عنه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب ثبوت الجنة للشهيد - رقم الحديث (1901) - والإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (12398).
(4)
انظر فتح الباري (8/ 99).
(5)
انظر صحيح مسلم بشرح النووي (13/ 41).
(6)
الحَفْنَة: هي ملء الكف. انظر النهاية (1/ 393).
(7)
الحَصْبَاء: الحصى الصغار. انظر النهاية (1/ 378).