الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: "رَأَيْتُ كَأَنَّ امْرَأةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ المَدِينَةِ، حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةٍ (1)، وهِيَ الجُحْفَةُ فَأوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ المَدِينَةِ نُقِلَ إِلَيْهَا"(2).
*
فَوَائِدُ الْحَدِيثِ:
قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ: وفي هَذَا الحَدِيثِ مِنَ الفَوَائِدِ:
1 -
الدُّعَاءُ لِلْمُسِلْمِينَ بِالصِّحَّةِ وطِيبِ بِلَادِهِمْ، وَالبَرَكَةِ فِيهَا، وَكَشْفِ الضُّرِّ وَالشَّدَائِدِ عَنْهُمْ، وهَذَا مَذْهَبُ العُلَمَاءَ كَافَّةً.
2 -
وَفِيهِ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ نُبوَّةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ الجُحْفَةَ مِنْ يَوْمِئِذٍ مُجْتَنبةٌ، وَلَا يَشْرَبُ أَحَدٌ مِنْ مَائِهَا إِلَّا أصَابَتْهُ الحُمَّى (3).
*
إصَابَةُ عَائِشَةَ رضي الله عنها بِالحُمَّى:
وَقَدْ أُصِيبَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها بِالحُمَّى، فَقَدْ أخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ عَلَى أهْلِهِ، فَإِذَا عَائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ قَدْ أصَابَتْهَا الحُمَّى (4) فَرَأَيْتُ أبَاهَا يُقَبِّلُ خَدَّهَا، وَقَالَ: كَيْفَ أنْتِ يَا بُنَيَّةُ (5).
(1) مَهْيَعَة: بفتح الميم وسكون الهاء: اسم للجحفة. انظر النهاية (4/ 321).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التعبير - باب إذا رأى أنه أخرج الشيء من كُوَّة وأسكنه مَوْضعًا آخر - رقم الحديث (7038) - (7039) - (7040).
(3)
انظر صحيح مسلم بشرح النووي (9/ 128).
(4)
قال الحافظ في الفتح (7/ 671): كان دخولُ البَرَاء رضي الله عنه على أهل أَبِي بكر رضي الله عنه قبلَ أن يَنْزِلَ الحِجَاب قَطْعًا، وأيضًا فكان حِينَئِذٍ دونَ البلوغ، وكذلك عائشة رضي الله عنها.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه=