الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: "بَلَى"، فَارْتَحَلْنَا وَالقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا (1).
*
فَوَائِدُ الحَدِيثِ:
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: وَفِي هَذَا الحَدِيثِ مِنَ الفَوَائِدِ:
1 -
خِدْمَةُ التَّابِعِ الحُرِّ لِلْمَتْبُوعِ فِي يَقَظَتِهِ، وَالذَّبُّ عَنْهُ عِنْدَ نَوْمِهِ.
2 -
وَفِيهِ شِدَّةُ مَحَبَّةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَدَبُهُ مَعَهُ، وَإِيثَارُهُ لَهُ عَلَى نَفْسِهِ.
3 -
وَفيهِ أَدَبُ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَاسْتِحْبَابُ التَّنْظِيفِ لِمَا يُؤْكَلُ وَيُشْرَبُ.
4 -
وَفِيهِ اسْتِصْحَابُ آلَةِ السَّفَرِ، كَالإِدَاوَةِ وَالسُّفْرَةِ، وَلَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي التَّوَكُّلِ (2).
*
إِسْلَامُ الرَّاعِى:
رَوَى الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ وَالبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ عَنْ قَيْسِ بنِ النُّعْمَانِ قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ
= فيجمعُ بينهما بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بَدَأ فسأل، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: بلى، ثم أعادَ عليه بقوله: قَدْ آن الرحيل.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب علامات النبوة - رقم الحديث (3615) - وأخرجه في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر - رقم الحديث (3652) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الأشربة - باب جواز شرب اللبن - رقم الحديث (2009).
(2)
انظر فتح الباري (7/ 357).
مُسْتَخْفِيَيْنِ مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا فَاسْتَسْقَيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَاةٌ تُحْلَبُ غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا (1) حَمَلَتْ أَوَّلَ الشِّتَاءِ، وَقَدْ أَخْرَجَتْ، وَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، فَقَالَ:"ادْعُ بِهَا"، فَدَعَا بِهَا فَاعْتَقَلَهَا (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَسَحَ ضَرْعَهَا (3) وَدَعَا حَتَّى أَنْزَلَتْ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِمِحْجَنٍ (4)، فَحَلَبَ فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ حَلَبَ فَسَقَى الرَّاعِي، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ، فَقَالَ الرَّاعِي: بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَوَتُرَاكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ حَتَّى أَخْبِرُكَ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ"، فَقَالَ الرَّاعِي: أَنْتَ الذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ صَابِئٌ (5)، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ"، فَقَالَ الرَّاعِي: فَأَشْهَدُ إِنَّكَ نَبِيٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَإِنَّهُ لَا يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ إِلَّا نَبِيٌّ وَأَنَا مُتَّبِعُكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ فَإِذَا بَلَغَكَ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنَا"(6).
(1) العَنَاق: هي الأنْثَى من أولاد المَعْزِ ما لم يتمَّ له سَنة. انظر النهاية (3/ 281).
(2)
اعتَقَل الشاة: هو أن يضعَ رِجْلها بين ساقِهِ وفخذِه ثم يَحلب، وقد مرَّ شرحها. انظر النهاية (3/ 255).
(3)
الضَّرْعُ: ثديُ الشاة، وقد مر شرحها. انظر فتح الباري (7/ 332).
(4)
المِحْجَنُ: عَصا مُعَقَّفَةُ الرأس. انظر النهاية (1/ 335).
(5)
يُقال: صَبَأَ فلان: إذا خرَجَ من دينٍ إلى دينٍ غيره، وكانتِ العربُ تُسمي الرسول صلى الله عليه وسلم الصابِئَ؛ لأنه خَرج من دينِ قُريش إلى دين الإسلام. انظر النهاية (3/ 3).
(6)
أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب الهجرة - باب ذكر مقامات مرور النبي صلى الله عليه وسلم عند الهجرة - رقم الحديث (4332) - وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 497).