الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-رضي الله عنه مِنَ الرَّوْحَاءِ (1)، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى المَدِينَةِ (2) كَمَا سَيَأْتِي.
*
عِدَّةُ المُسْلِمِينَ:
وَكَانَ عِدَّةُ مَنْ خَرَجَ مَعَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ (3) عَشَرَ رَجُلًا، مِنَ المُهَاجِرِينَ: نَيِّفًا (4) عَلَى سِتِّينَ، والأنْصَارِ: نَيِّفًا وأرْبَعِينَ وَمِائتَيْنِ.
أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أصْحَابَ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ بِعِدَّةِ أصْحَابِ طَالُوتَ الذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهْرَ، وَمَا جَاوَزَ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ (5).
(1) الروحَاءُ: موضعٌ بينهُ وبينَ المدينة ستة وثلاثين مِيلًا. انظر جامع الأصول لابن الأثير (9/ 379).
(2)
انظر البداية والنهاية (3/ 275) - سيرة ابن هشام (2/ 224) - الطبقات لابن سعد (1/ 254).
(3)
البِضْعُ في العدد بكسر الباء: ما بين الثلاث إلى التسع. انظر النهاية (1/ 133).
(4)
يُقال: نافَ الشيء يَنُوف: إذا طال وارتفع، ونيِّفٍ علي السبعين في العمر: إذا زاد. انظر النهاية (5/ 124).
وفي صحيح البخاري - رقم الحديث (4026) عن عبد اللَّه قال: . . . فجميع من شهد بدرًا من قريش ممن ضُربَ له بسهمه أحدٌ وثمانون رجلًا.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 62): فيُجمع بين هذا الحديث وحديث البراء، بأن حديث البراء أورده فيمن شهدها حِسًّا، وحديث الباب فيمن شهدها حِسًّا وحُكمًا، ويحتمل أن يكون المراد بالعدد الأول الأحرَار، والثاني بانضمام مَوَاليهم وأتباعهم.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب عدة أصحاب بدر - رقم الحديث (3959).
وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ المُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نيِّفًا عَلَى سِتِّينَ، وَالأَنْصَارُ نيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائتَيْنِ (1).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ، نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى المُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَاُبهُ ثلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا (2).
فَرِوَايَةُ مُسْلِمٍ هَذِهِ تُفَسِّرُ مَعْنَى البِضْعِ الذِي في حَدِيثِ البَرَاءَ عِنْدَ البُخَارِيِّ بِأَنَّ عَدَدَ المُسْلِمِينَ في بَدْرٍ كَانَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا.
وَكَانَ الخَزْرَجُ أكْثَرَ مِنَ الأَوْسِ كَمَا ذَكَرَ ابنُ إسْحَاقَ (3) في السِّيرَةِ، وإِنَّمَا قَلَّ عَدَدُ الأَوْسِ عَنِ الخَزْرَجِ، وِإِنْ كَانُوا -أي الأَوْسُ- أشَدَّ مِنْهُمْ، وَأَقْوَى شَوْكَةً (4)، وأصْبَرَ عِنْدَ اللِّقَاءَ؛ لِأَنَّ مَنَازِلَهُمْ كَانَتْ في عَوَالِي المَدِينَةِ، وَجَاءَ النَّفِيرُ (5)
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب عدة أصحاب بدر - رقم الحديث (3956).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر - رقم الحديث (1763).
(3)
ذكر ابن إسحاق في السيرة (2/ 319): أن عدد الأوْسِ واحد وستون رجلًا، وعدد الخزرج مئة وسبعون رجلًا.
(4)
يقال: فلان ذو شوكة: أي ذو نكاية في العدو. انظر لسان العرب (7/ 240).
(5)
الاستِنْفَار: الاستِنْجَاد والاستِنْصَار: أي إذا طُلِبَ منكم النُّصرة فأجِيبوا وانفِرُوا خارجِينَ إلى الإعانة. انظر النهاية (5/ 79).