الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غَزْوَةُ العُشَيْرَةِ
وَهِيَ الغَزْوَةُ الثَّالِثَةُ (1) لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ (2) عَلَى رَأْسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَمَلَ لِوَاءَهُ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ رضي الله عنه، وَكَانَ لِوَاءً أَبْيَضَ، واسْتَخْلَفَ عَلَى المَدِينَةِ أبَا سَلَمَةَ بنَ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُومِيَّ رضي الله عنه، وخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَمْسِينَ ومِائَةٍ، وَيُقَالُ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ المُهَاجِرِينَ مِمَّنْ دَعَاهُمْ، وَلَمْ يُكْرِهْ أحَدًا عَلَى الخُرُوجِ، وخَرَجُوا
(1) أخرج البخاري في صحيحه -تعليقًا- كتاب المغازي - باب غزوة العُشَيرة أو العُسَيرة: وقال ابن إسحاق: أول ما غَزَا النبي صلى الله عليه وسلم الأبْوَاء ثم بُوَاط ثم العُشيرة.
لكن روى الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب عددِ غَزَوات النبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (1254) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه سُئل: ما أول غزوة غَزَاها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ذات العُسَيْر أو العُشَيْر.
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في البداية والنهاية (3/ 261): وهذا الحديث ظاهرٌ في أَنَّ أول الغزوات العُشَيرة، اللهم إلا أن يكون المرادُ غَزْوة شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم زيدُ بن أرقم العُشَيرة، وحينئذٍ لا ينفِي أن يكون قبلها غيرها لم يشهدْ زيدُ بن أرقم رضي الله عنه، وبهذا يحصل الجَمْعُ بين ما ذكره محمد بن إسحاق وبين هذا الحديث، واللَّه أعلم.
قلتُ: ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح - رقم الحديث (19282) عن أبي إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة، وغزوت معه سبع عشرة، وسبقني بغزاتين.
(2)
هذا ما ذكره ابن سعد في طبقاته (1/ 253) - وذكر ابن إسحاق في السيرة (2/ 211): أنها كانت في أواخر جُمَادى الأولى، وجعل رُجُوعه صلى الله عليه وسلم منها في جمادى الآخرة.