الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غَزَوْتَ أَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ، قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ كَانَتْ أَوَّلُ؟ قَالَ: العُسَيْرَةُ أَوِ العُشَيْرُ، فَذَكَرْتُ لِقتَادَةَ فَقَالَ: العُشَيْرَةُ (1).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ بريْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ رضي الله عنه قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، قَاتَلَ فِي ثَمَانٍ مِنْهُنَّ (2).
قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لَعَلَّ بُرَيْدَةَ أراد بقوله: قَاتَلَ فِي ثَمَانٍ إِسْقَاطَ غَزْوَةَ الفَتْحِ، وَيَكُونُ مَذْهَبُهُ أنَّها فُتِحَتْ صُلْحًا، كَمَا قَاله الشَّافِعِيُّ وَمُوَافِقُوهُ (3).
*
الغَزَوَاتُ الكِبَارُ التِي نَزَلَ فِيهَا القُرْآنُ:
أَمَّا الغَزَوَاتُ الكِبَارُ الأُمَّهَاتُ فَهُنَّ سَبْع: بَدْوٌ، وَأُحُدٌ، وَالخَنْدَقُ، وخَيْبَرٌ،
= القبيل، وعلى هذا يُحمل ما أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب قال: غَزَا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أربعًا وعشرين، وأخرجه يعقوب بن سُفيان عن سلمة بن شَبِيب عن عبدِ الرزاق فيه أن سَعِيدًا قال: أوَّلًا ثمَاني عشرة، ثم قال: أرْبعًا وعشرين. قال الزهري: فلا أدرِي أَوَهِم أو كان شَيْئًا سَمِعَهُ بعدُ.
قال الحافظ: وحملُهُ على ما ذكرته يدفع الوهْمَ ويجمعُ الأقوال، واللَّه أعلم.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة العشيرة أو العسيرة - رقم الحديث (4949) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (1254).
(2)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (1814) - والمرادُ بقوله رضي الله عنه قاتلَ في ثمانٍ منهن: هي بدرٌ، وأُحُد، والأحزاب، وقُرَيظة، والمُصْطلق، وخَيبرُ، وحُنَيْن، والطائف.
(3)
انظر صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 164).
والفَتْحُ، وحُنَيْن، وتَبَوكَ. وفِي شَأْنِ هَذِهِ الغَزَوَاتِ نَزَلَ القُرْآنُ:
1 -
فَفِي غَزْوَةِ بَدْرٍ نَزَلَ كَثِيرٌ مِنْ سُورَةِ الأنْفَالِ.
2 -
وَفي غَزْوَةِ أُحُدٍ نَزَلَ آخِرُ آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ. . .} إلى قبيل آخِرِهَا بِيَسِيرٍ.
3 -
وفي قِصَّةِ الخَنْدَقِ وقُريظَةَ نَزَلَ صَدْرُ سُورَةِ الأَحْزَابِ.
4 -
وفِي قِصَّةِ الحُدَيْبِيَةِ وخَيبرٍ نَزَلَ سُورَةُ الفَتْحِ، وَأُشِيرَ فِيهَا إِلَى فَتْحِ مَكَّةَ.
5 -
وَذُكِرَ فتحُ مَكَّةَ فِي سُورَةِ النَّصْرِ.
6 -
وفي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ نَزَلَ آيَات مِنْ سُورَةِ التَّوْبةِ.
7 -
وفِي غَزْوَةِ تبوكَ نَزَلَ سُورَةُ التَّوْبَةِ.
وَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا أَنَّ القُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ إِلَّا فِي هَذِهِ الغَزَوَاتِ السَّبْعِ، بَلْ نَزَلَ القُرْآنُ فِي غَيْرِ هَذِهِ الغَزَوَاتِ، مِثْلَ: غَزْوَةِ بَنِي النَّضِيرِ، وَنُزُولِ سُورَةِ الحَشْرِ فِيهَا، وَغَيْرِهَا.
وجُرِحَ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذِهِ الغَزَوَاتِ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ فَقَطْ، وقَاتَلَتْ مَعَهُ المَلَائِكَةُ مِنْهَا فِي بَدْرٍ، وحُنَيْنٍ، وَأُحُدٍ عَلَى خِلَافٍ فِي الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ يَأْتِي تَحْقِيقُهُ فِي غَزْوَتهَا، ونَزَلَتِ المَلَائِكَةُ يَوْمَ الخَنْدَقِ فَزَلْزَلُوا المُشْرِكِينَ وَهَزَمُوهُمْ، ورَمَى