الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ (1) فَأَحْرَقْتُهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلْصَقْتُهُ بِالْجُرُوحِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ (2).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ (3) الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ:"كَيْفَ يُفْلحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ؟ "، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} (4).
*
فَوَائِدُ الحَدِيثِ:
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: وَفِي هَذَا الحَدِيثِ مِنَ الفَوَائِدِ:
1 -
جَوَازُ التَّدَاوِي.
2 -
وَأَنَّ الأَنْبِيَاءَ قَدْ يُصَابُونَ بِبَعْضِ العَوَارِضِ الدُّنْيَوِيَّةِ مِنَ الآلَامِ وَالأَسْقَامِ لِيَعْظُمَ لَهُمْ بِذَلِكَ الأَجْرُ، وتَزْدَادَ دَرَجَاتُهُمْ رِفْعَةً، وَليَتَأَسَّى بِهِمْ أَتْبَاعُهُمْ فِي الصَّبْرِ عَلَى المَكَارِهِ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.
(1) الحَصِير: هو البِسَاط الصغير من النَّبَات، يبسَطُ في البيوت. انظر لسان العرب (3/ 203) - النهاية (1/ 380).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أُحد - رقم الحديث (4075) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة أُحد - رقم الحديث (1790).
(3)
سَلَتَ: أمَاطَهُ وأزَالَه. انظر النهاية (2/ 348).
(4)
سورة آل عمران آية (128) - والحديث أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة أُحد - رقم الحديث (1791) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (11956)(13083).