الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ آخِرَ مَنْ قُتِلَ مِنْ هَؤُلَاءِ الأَنْصَارِ عُمَارَةُ بنُ زِيَادِ بنِ السَّكَنِ رضي الله عنه، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الجِرَاحَةُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَدْنُوهُ مِنِّي"، فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ، فَوَسَّدَهُ قَدَمَهُ، فَمَاتَ، وَخَدُّهُ عَلَى قَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1).
*
مَا أَصَابَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجِرَاحِ:
وَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَقْتَلِ هَؤُلَاءِ الأَنْصَارِ غَيْرُ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنهما، فَشَدَّ المُشْرِكُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَمَاهُ عُتْبَةُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِالحِجَارَةِ، فَوَقَعَ صلى الله عليه وسلم لِشِقِّهِ، وَأُصِيبَتْ شَفَتُهُ السُّفْلَى فَجَرَحَهَا، وَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ اليُمْنَى (2)، وَكُسِرَتِ البَيْضَةُ (3) عَلَى رَأْسِهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَقَدَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ فَشَجَّهُ في جَبْهَتِهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَتَى ابنُ قَمِئَةَ فَعَلَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ، وَضَرَبَهُ عَلَى مَنْكبهِ (4) الأَيْمَنِ ضَرْبَةً شَدِيدَةً، شَكَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لِأَجْلِهَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرٍ، ثُمَّ ضَرَبَهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ (5) وَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا
= الحديث (4342) - والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 236) - وجود إسناده الحافظ في الفتح (8/ 106).
(1)
انظر دلائل النبوة للبيهقي (3/ 234).
(2)
الرَّبَاعية: هي إحدى الأسنان الأربَعِ التي تَلِي الثَّنَايا بين الثنية والنَّابِ. انظر لسان العرب (5/ 119).
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 113): والمراد بكسر الرَّبَاعية، أنها كُسِرت فذهب منها فِلقَة -أي قطعة- ولم تُقلع من أصلها.
(3)
البيضَةُ: الخُوذَة. انظر النهاية (1/ 169).
(4)
المَنْكِب: ما بين الكتِفِ والعُنُق. انظر النهاية (5/ 99).
(5)
الوَجْنَة: أعلى الخَدِّ. انظر النهاية (5/ 138).