الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
إِجْلَالُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ العَبَّاسِ رضي الله عنه
-:
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ (1) عَمَّهُ العَبَّاسَ رضي الله عنه، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَهِّزُ بَعْثًا فِي مَوْضِعِ سُوقِ النَّخَّاسِينَ اليَوْمَ، إِذْ طَلَعَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا العَبَّاسُ عَمُّ نَبِيَكُمْ، أَجْوَدُ قُريْشٍ كفًّا (2) وَأَوْصَلُهَا"(3).
*
وُقُوعُ الإِسْلَامِ فِي قَلْبِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ:
قَدِمَ جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ رضي الله عنه عَلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فِي المَدِينَةِ لِيَفْدِيَ أَسْرَاهُ، فَوَافَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ المَغْرِبِ، وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الطُّورِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ وُقُوعِ الإِسْلَامِ فِي قَلْبِهِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ فِي فِدَاءِ أَهْلِ بَدْرٍ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصلِّي بِالنَّاسِ المَغْرِبَ، وَهُوَ يَقْرَأُ {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} (4).
(1) يُجلّ: يُعظم. انظر النهاية (1/ 278).
(2)
الكَفُّ: اليد: أي كان رضي الله عنه كريمًا جوادًا. انظر لسان العرب (12/ 124).
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (1610) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة - باب وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم عمه العباس بالجود والوصل - رقم الحديث (7052).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب فداء المشركين - رقم الحديث (3050) - ومسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب القراءة في الصبح - رقم الحديث (463).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} (1)، قَالَ: كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطيرَ (2).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ قَالَ جُبَيْرٌ رضي الله عنه: وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا وَقَرَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِي (3).
قَالَ جُبَيْرٌ رضي الله عنه: فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ صَلَاتِهِ، كَلَّمْتُهُ فِي أُسَارَى بَدْرٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِي حَيًّا فكلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى (4) لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ"(5) يَعْنِي أُسَارَى بَدْرٍ.
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: وَالسَّبَبُ فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ، لِأَنَّ المُطْعِمَ بنَ عَدِيٍّ أَجَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ، وَكَانَ أَحَدَ الذِينَ قَامُوا فِي
(1) سورة الطور آية (35 - 37).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب سورة الطور - رقم الحديث (4854).
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب (12) - رقم الحديث (4023).
(4)
قال ابن الأثير في النهاية (5/ 12): النتْنَى: يعني أسارى بدر، سماهم نَتْنَى لكفرهم.
والنَّتْنُ: الرائحة الكريهة. انظر لسان العرب (14/ 36).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب (12) - رقم الحديث (4024) - وأخرجه في كتاب فرض الخمس - باب ما منّ النبي صلى الله عليه وسلم على الأسارى من غير أن يُخمس - رقم الحديث (3139) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16733).