الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَيْسًا، فَلَمْ يَزَلْ يَنْطَحُهُ حَتَّى قَطَّعَهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ: فَشَدَّ عَلَيْهِ التَّيْسُ فنَطَحَهُ نَطْحَةً أَرْدَاهُ مِنْ شَاهِقِ الجَبَلِ فتَقَطَّعَ (1).
وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ لَا تُحِلْ عَلَيْهِ الحَوْلَ (2) حَتَّى يَمُوتَ كَافِرًا"، فَمَا حَالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ حَتَّى مَاتَ كَافِرًا إِلَى النَّارِ (3)
وَأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الدَّلَائِلِ وَابْنُ إِسْحَاقَ في السِّيرَةِ عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا حَرَصْتُ عَلَى قتلِ رَجُلٍ قَطُّ كَحِرْصِي عَلَى قَتْلِ عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ لَسَيِّئَ الخُلُقِ، مُبغَّضًا فِي قَوْمِهِ (4)
*
دِفَاعُ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم
-:
وَكَانَ هَدَفُ المُشْرِكِينَ قتلَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنهما، قَامَا بِبُطُولَةٍ نَادِرَةٍ، وَقَاتَلَا بِبَسَالَةٍ مُنْقَطِعَةِ النَّظِيرِ، حَتَّى لَمْ يَتْرُكَا -وَهُمَا اثْنَانِ- سَبِيلًا إِلَى المُشْرِكِينَ لِتَحْقِيقِ هَدَفِهِمْ (5).
(1) انظر دلائل النبوة لأبي نعيم (2/ 489).
(2)
الحَوْلُ: السنة. انظر النهاية (1/ 445).
(3)
انظر دلائل النبوة للبيهقي (3/ 265).
(4)
انظر دلائل النبوة للبيهقي (3/ 265) - سيرة ابن هشام (3/ 96).
(5)
انظر الرحيق المختوم ص 268.
فَعِنْدَمَا تَجَمَّعَ المُشْرِكُونَ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ النَّفَرُ مِنَ الأَنْصَارِ دُونَهُ صلى الله عليه وسلم، بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ لِلقَوْمِ؟ ".
فَقَالَ طَلْحَةُ: أنَا، فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ، فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ، فَقَالَ: حِسٌّ (1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ قُلْتَ: بِسْمِ اللَّهِ، لَرَفَعَتْكَ المَلَائِكَةُ والنَّاسُ يَنْظُرُونَ"(2).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ مُوسَى بنِ طَلْحَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَّ طَلْحَةَ رضي الله عنه، ضُرِبَتْ كَفُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: حِسٌّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ قُلْتَ: بِسْمِ اللَّهِ، لَرَأَيْتُ يُبْنَى لَكَ بِهَا بَيْتٌ في الجَنَّةِ، وَأَنْتَ حَيٌّ في الدُّنْيَا"(3).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ (4) وَقَى بها النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ (5).
(1) حِسٌّ؛ بكسر الحاء والتشديد كلمة تُقال عندَ الألم المُفَاجِئِ. انظر النهاية (1/ 370).
(2)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى - كتاب الجهاد - باب ما يقول من يطعنه العدو - رقم الحديث (4342) - وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 236) - وجود إسناد الحافظ في الفتح (8/ 106).
(3)
أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة - رقم الحديث (1294).
(4)
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 107): شَلّاء: أي أصابها الشَّلَل، والشلل هو: ما يُبطل عمل الأصابع أو بعضها.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} - رقم الحديث (4063).