الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ عَلَى المَيْمَنَةِ، وَالمِقْدَادَ بنَ عَمْرٍو عَلَى المَيْسَرَةِ، وَجَعَلَ عَلَى السَّاقَةِ (1) قَيْسَ بنَ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَظَلَّتِ القِيَادَةُ العَّامَّةُ في يَدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم كَقَائِدٍ أَعْلَى لِلْجَيْشِ (2).
وَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقْرَ المُسْلِمِينَ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكسُهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ".
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما: فَفَتَحَ اللَّه لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَانْقَلَبُوا (3) حِينَ انْقَلَبُوا وَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ رَجَعَ بِجَمَلٍ أَوْ جَمَلَيْنِ، وَاكْتَسَوْا، وشَبِعُوا (4).
*
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِالفِطْرِ:
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمَرَ أصْحَابَهُ بِالإِفْطَارِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: غَزَوْنَا
(1) السَّاقَةُ: جمع سَائِقِ، وهم الذين يسوقُون جيش الغَزَاة، ويكونون من ورائه يحفَظونه. انظر النهاية (2/ 381).
(2)
انظر سيرة ابن هشام (2/ 224) - الطبَّقَات الكُبْرى (1/ 255 - 256) - البداية والنهاية (3/ 275).
(3)
الانقَلابُ: الرُّجوع. انظر النهاية (4/ 85).
(4)
أخرجه أبو داود في سننه - كتاب الجهاد - باب في نفل السرية - رقم الحديث (2747) - وأخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب قسم الفيء - باب شأن نزول سورة الأنفال - رقم الحديث (2643) - (2689) - وأورده ابن الأثير جامع الأصول (8/ 188) - وإسناده حسن.
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَتَيْنِ في شَهْرِ رَمَضَانَ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَيَوْمَ الفَتْحِ، فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا (1).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في رَمَضَانَ، فَمِنَّا الصَّائِمُ، وَمِنَّا المُفْطِرُ، فَلَا يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى المُفْطِرِ، وَلَا المُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ، يَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ، فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ، وَيَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأفْطَرَ، فَإِنَّ ذَلِكَ حسنٌ (2).
وَمِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ المُسْلِمِينَ أَفْطَرُوا في هَذِهِ الغَزْوَةِ العَظِيمَةِ مَا أخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ، في قِصَّةِ عُمَيْرِ بنِ الحُمَامِ رضي الله عنه عِنْدَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:"قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ".
فَقَالَ عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ؟ .
قَالَ: "نَعَمْ".
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (142) - وأخرجه الترمذي في سننه - كتاب الصوم - باب ما جاء في الرخصة للمحارب في الإفطار - رقم الحديث (723).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الصيام - باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر - رقم الحديث (1116)(96) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (11083).