الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مَا غَيَّبَهُ مِنَ التُّرَابِ وَالحِجَارَةِ (1).
وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: . . . فَلَمَّا جَرُّوهُ -أَيْ أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ- تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ (2).
قَالَ العُلَمَاءُ: إِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِلْقَائِهِمْ فِي البِئْرِ لِئَلَّا يَتَأَذَّى النَّاسُ بِرِيحِهِمْ، وَإِلَّا فَالحَرْبِيُّ لَا يَجِبُ دَفْنُهُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ البِئْرَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَاءٌ معِينٌ (3).
*
مَوْقِفُ أَبِي حُذَيْفَةَ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه
-:
وَلَمَّا أُلْقِيَ الكُفَّارُ فِي القَلِيبِ، وَبَعْدَ أَنْ غُيِّبَ (4) عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَالِدُ أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه بِالتُّرَابِ وَالحِجَارَةِ، نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَإِذَا هُوَ كَئِيبٌ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ صلى الله عليه وسلم:"يَا أبا حُذَيْفَةَ! لَعَلَّكَ قَدْ دَخَلَكَ مِنْ شَأْنِ أَبِيكَ شَيْءٌ؟ " فَقَالَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَكَكْتُ فِي اللَّهِ، وَفِي رَسُولِ اللَّهِ، وَلَكِنَّنِي كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْ أَبِي رَأْيًا وَحِلْمًا (5)
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (26361).
(2)
أخرج ذلك البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه كتاب الجزية والموادعة - باب طرح جيف المشركين في البئر - رقم الحديث (3185).
(3)
الماء المَعِينُ: هو الماء الجاري. انظر تفسير ابن كثير (8/ 183) - لسان العرب (13/ 147) - فتح الباري (1/ 468).
(4)
غُيِّبَ: أي دُفِنَ في قبره. انظر لسان العرب (10/ 151).
(5)
الحِلْمُ بكسر الحاء: الأنَاةُ والعَقْلُ. انظر لسان العرب (3/ 304).