الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
عَمْرُو بنُ الجَمُوحِ رضي الله عنه يَخُوضُ في الجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ:
وَكَانَ رضي الله عنه أَعْرَجَ شَدِيدَ العَرَجِ، وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَبْنَاءٍ شَبَابٍ، يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَشَاهِدَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، قَالَ له أَبْنَاؤُهُ: إِنَّ اللَّه عز وجل قَدْ عَذَرَكَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لَهُ (1).
أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي قتَادَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أتى عَمْرُو بنُ الجَمُوحِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ في سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرَجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً في الجَنَّةِ -وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ- فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ"، فَقَتَلُوهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً في الجَنَّةِ"(2).
وَأَخْرَجَ ابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ عَمْرُو دنُ الجَمُوحِ رضي الله عنه إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ اليَوْمَ دَخَلَ الجَنَّةَ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، قَالَ: وَالذِي نَفْسِي بِيَده، لَا أَرْجعُ إلى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: يَا عَمْرُو، لَا تَأَلَّ (3) عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ
(1) انظر سيرة ابن هشام (3/ 101) - زاد المعاد (3/ 187) - دلائل النبوة للبيهقي (3/ 246).
(2)
أخرجه الإِمام أحمد في المسند - رقم الحديث (22553).
(3)
يتألَّ على اللَّه: أي يحلِفُ عليه سبحانه وتعالى. انظر جامع الأصول (4/ 456).