الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
صِفَةُ دُخُولِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: . . . فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فنَزَلْنَا فِي بَنِي الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ، فَوُعِكْتُ (1) فتَمَزَّقَ شَعْرِي، فَوَفَى (2) جُمَيْمَةً (3)، فَأتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ (4)، وإنِّي لَفِي أُرْجُوحةٍ (5) وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأتَيْتُهَا، لَا أدْرِي مَا تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وإنِّي لَأَنْهِجُ (6) حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي ورَأْسِي، ثُمَّ أدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي البَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ (7)،
(1) الوَعْكُ: هو الحُمَّى. انظر النهاية (5/ 179).
أي أنها رضي الله عنها أصابتها الحُمى؛ لأن المدينة كانت معروفة بالوباء كما تقدم.
(2)
قال الحافظ في الفتح (7/ 628): فَوَفى: أي كثر، وفي الكلام حذف تقديره: ثم فصلت من الوَعْك، فتربى شعري فكثر.
(3)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 177): تصغير جُمَّة بالضم وهي الشَّعْرُ النازل إلى الأذنين، أي صار إلى هذا الحَدِّ بعد أن كَانَ قد ذَهَبَ بالمرض.
(4)
أمُّ رُومَان هي أم عائشة وزوجَة أبي بكر الصديق رضي الله عنها.
(5)
الأُرْجُوحَة: حبلٌ يُشد طَرَفَاه في موضع عالٍ ثم يركبه الإنسان ويُحَرَّك وهو فِيه، سُمي به لتحرُّكه ومَجِيئه وذهابه. انظر النهاية (2/ 181).
(6)
النَّهْجُ: هو تواتُرُ النّفس من شِدَّة الحركة أو فِعْل مُتْعب. انظر النهاية (5/ 118).
(7)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 178): الطائِرُ: الحَظُّ يُطلق على الحظ من الخَيْرِ والشَّر، والمراد هنا على أفضل حَظ وبَرَكة، وفيه استحباب الدعاء بالخير والبركة لكل واحد من الزَّوجين.
فَأَسْلَمَتْنِي إلَيْهِنَّ، فأصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي (1) إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وأنا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ (2).
وفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عِنْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: . . . ثُمَّ أقْبَلَتْ أُمِّي تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ البَابِ، وَإِنِّي لَأَنْهِجُ، حَتَّى سَكَنَ مِنْ نَفْسِي، ثُمَّ دَخَلَتْ بِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا، وعِنْدَهُ رِجَالٌ ونسَاءٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّه، فَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِمْ، وبَارَكَ لَهُمْ فِيكَ، فَوَثَبَ (3) الرِّجَالُ والنِّسَاءُ، فَخَرَجُوا وبَنَى بِي رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ (4) ، وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ حَتَّى أَرْسَلَ إلَيْنَا سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه بجَفْنةٍ (5) كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ وأنا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ (6).
(1) قال الإمام النووي في شرح مسلم (9/ 178): أي لم يَفْجَأْنِي.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، رقم الحديث (3894) - ومسلم في صحيحه - كتاب النكاح - باب تزويج الأب البكر الصغيرة - رقم الحديث (1422).
(3)
الوُثُوبُ: هو النُّهُوضُ والقيام. انظر النهاية (5/ 131).
(4)
الجَزُورُ: هو البَعِيرُ ذَكرًا كان أو أنثى. انظر النهاية (1/ 258).
(5)
الجَفْنَةُ: معروفةٌ، وهي أعظمُ ما يكون من القِصَاع. انظر لسان العرب (2/ 310).
(6)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (25769).