الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَحْوِيلُ القِبْلَةِ
وَفِي النِّصْفِ مِنْ رَجَبَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِلْهِجْرَةِ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتَحْوِيلِ القِبْلَةِ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ إِلَى المَسْجِدِ الحَرَامِ (1).
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنِ البَرَاءَ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا (2)، ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ الكَعْبَةِ (3).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصْحَابُهُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا،
(1) قال الحافظ في الفتح (1/ 134): كان تحويلُ القِبْلة في نصف شهر رجب من السنة الثانية علي الصحيح، وبه جزم الجمهور.
(2)
قال الحافظ في الفتح (1/ 134): والجمعُ بين الروايتين سهلٌ -أي بين من قال ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا- بأن يكون من جزم بستة عشر لفَّق من شهر القُدُوم وشهرِ التحويل شهرًا وألغَى الزَّائد، ومن جزمَ بسبعة عشر شهرًا عَدَّهُما معًا، ومن شكَّ تردد في ذلك، وذلك أن القدوم كان في شهر ربيع الأول بلا خلاف.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الصلاة من الإيمان - رقم الحديث (40) - وأخرجه في كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القِبْلة حيث كان - رقم الحديث (399) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة - رقم الحديث (525)(12).
ثُمَّ صُرِفَتِ القِبْلَةُ بَعْدُ (1).
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ (2) قِبْلَةَ أبِيهِ إبْرَاهِيمَ عليه السلام، وَلذَلِكَ كَانَ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُصَلِّي بِمَكَّةَ يَجْعَلُ الكَعْبَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فيصِيبُ القِبْلَتَيْنِ مَعًا، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيح عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي وَهُوَ بِمَكَّةَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَالكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَبَعْدَمَا هَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَ إلَى الكَعْبَةِ (3).
فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعُدْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ، مِنَ الجَمْعِ بَيْنَ الكَعْبَةِ وَبَيْتِ المَقْدِسِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَى اللَّهِ عز وجل، فَكَانَ مِمَّا يَرْفَعُ يَدَيْهِ، وطَرْفَه إِلَى السَّمَاءَ سَائِلًا اللَّهَ تَعَالَى ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (4) وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (5)، فتَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الكَعْبَةِ.
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (2252).
(2)
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القبلة - رقم الحديث (399) - عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: . . . وكان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحبُّ أن يُوجَّه إلى الكعبة.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (2991).
(4)
أخرج النسائي في السنن الكبرى بسند حسن - رقم الحديث (5674) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (5947) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أوَّل ما نُسِخ من القُرآن القِبْلة".
(5)
سورة البقرة آية (144).