الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ".
قَالُوا: أَنْتَ الآنَ، حَدِّثْنَا: مَنْ وَليُّكَ مِنَ المَلَائِكَةِ؟ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ.
قَالَ: "وَلِيِّي جِبْرِيلُ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ عز وجل، نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ وَلِيُّهُ".
قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ، لَوْ كَانَ وَليُّكَ غَيْرُهُ مِنَ المَلَائِكَةِ لَبَايَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ.
قَالَ: "فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟ "
قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا مِنَ المَلَائِكَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (1) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، ونَزَلَتْ:{فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} (2).
*
اسْتِفْتَاؤُهُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ حُكْمِ الرَّجْمِ:
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ اليَهُودَ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا له أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا،
(1) سورة البقرة آية (97).
(2)
سورة البقرة آية (90) - والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (2514) - والطيالسي في مسنده - رقم الحديث (2854).
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ ".
فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ ويُجْلَدُونَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ رضي الله عنه وهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَذَبْتُمْ، إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ، فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ رضي الله عنه: ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ.
قَالوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَة الرَجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فرجِمَا (1).
وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، والإِمَامُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَهُودِي مُحَمَّمٍ (2) مَجْلُودٍ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ:"أَهَكَذَا تَجدُونَ حَدَّ الزِّنَى فِي كِتَابِكُمْ؟ ".
فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا رَجُلًا مِنْ عُلَمَائِهِمْ، فَقَالَ:
"أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزِّنَى فِي كِتَابِكُمْ؟ ".
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة - رقم الحديث (6841) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحدود - باب رجم اليهود "أهل الذّمة في الزنى" - رقم الحديث (1699).
(2)
مُحَمَّمٌ: أي مُسَوَّدُ الوجهِ، من الحُمَمَةِ: وهي الفَحْمَة. انظر النهاية (1/ 427).
فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، وَلَوْلَا أَنَّكَ أنْشَدْتَنِي بِهَذَا لَمْ أُخْبِرْكَ، نَجِدُ حَدَّ الزِّنَى فِي كِتَابِنَا الرَّجْمَ، ولَكِنَّهُ كَثُرَ فِي أشْرَافِنَا، فَكُنَّا إِذَا أخَذْنَا الشَّرِيفَ، تركْنَاهُ، وَإِذَا أخَذْنَا الضَّعِيفَ، أقَمْنَا عَلَيْهِ الحَدَّ، فَقُلْنَا: تَعَالَوْا حَتَّى نَجْعَلَ شَيْئًا نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ والوَضِيعِ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى التَّحْمِيمِ وَالجَلْدِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إنِّي أوَّلُ مَنْ أحْيَا أمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ".
قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ. . .} إلى قوله تَعَالَى: {يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} (1).
يَقُولُونَ: ائْتُوا مُحَمَّدًا، فَإِنْ أفْتَاكُمْ بِالتَّحْمِيمِ وَالجَلْدِ، فَخُذُوهُ، وَإِنْ أفْتَاكُمْ بِالرَّجْمِ، فَاحْذَرُوا. إِلَى قَوله تَعَالَى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (2).
وَقَالَ تَعَالَى في اليَهُودِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (3).
قَالَ: هِيَ فِي الكُفَّارِ كُلُّهَا (4).
(1) سورة المائدة آية (41).
(2)
سورة المائدة آية (44).
(3)
سورة المائدة آية (47).
(4)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الحدود - باب رجم اليهود أهل الذمة في =