الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زِيَادَةُ الصَّلَاةِ
أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ (1)، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ففُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ عَلَى الأُولَى (2).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كان أوَّلُ مَا افترِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيها الصَّلَاةُ: رَكعَتَانِ رَكْعَتَانِ (3)، إِلَّا المَغْرِبَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أتمَّ اللَّهُ الظُّهْرَ والعَصْرَ والعِشَاءَ الآخِرَةَ أَرْبَعًا في الحَضَرِ، وَأَقَرَّ الصَّلَاةَ عَلَى فَرْضِهَا لأَوَّلِ في السَّفَرِ (4).
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: وَالِذي يَظْهَرُ لِي، وَبِهِ تَجْتَمعُ الأَدِلَّةُ أَنَّ الصَّلَوَاتِ فُرِضَتْ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا المَغْرِبَ، ثُمَّ زِيدَتْ بَعْدَ الهِجْرَةِ إِلَّا
(1) كان هذا أوَّل ما فُرِضتِ الصلاة في الإسراءِ والمعراج، كما تقدم.
(2)
أي رَكعتين كما فُرضت في الإسراء والمعراج، أي أن المُسَافر يَقْصُرُ الصلاة الرُّبَاعِية إلى ركعتين.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب التاريخ، من أين أرَّخُوا التاريخ؟ - رقم الحديث (3935).
(3)
قال الحافظ في الفتح (2/ 11): كرِّرت لفظ ركعتين لتُفِيد عُمُوم التَّثْنِيَةِ لكل صلاة.
(4)
أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (26338).
الصُّبْحَ، كَمَا رَوَى ذَلِكَ ابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: فُرِضَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ والحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا أقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ، زِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، وتُرِكَتْ صَلَاةُ الفَجْرِ لِطُولِ القِرَاءَةِ، وصَلَاةُ المَغْرِبِ لأنَّهَا وِتْرُ النَّهَارِ (1).
* * *
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب الصلاة - باب فصل في صلاة السفر - رقم الحديث (2738) - وانظر كلام الحافظ في فتح الباري (2/ 11).
خَوْفُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَعْرَى (1) المَدِينَةُ
ولَمَّا اسْتَقَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ (2) أَنْ يَتْرُكُوا ديَارَهُمْ، وكَانَتْ في أطْرَافِ المَدِينَةِ، بَعِيدَةً عَنِ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، ويَقْتَرِبُوا مِنَ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، فَخَشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَعْرَى المَدِينَةُ، فَنَهَاهُمْ، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِم في صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَتْ ديَارُنَا نَائِيَةً (3) عَنِ المَسْجِدِ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ بُيُوتَنَا، فنَقْتَرِبَ مِنَ المَسْجِدِ، فنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:"إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خُطْوةٍ دَرَجَةٌ"(4).
وَرَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إلى قُرْبِ المَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا بَنِي سَلِمَةَ! دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ"(5)، فَقَالُوا: مَا كَانَ
(1) تَعْرَى: أي تَخْلُو وتَصِيرُ عَرَاء، وهو الفضاء من الأرض. انظر النهاية (3/ 204).
(2)
قال الحافظ في الفتح (2/ 356): بني سَلِمَةَ: بكسرِ اللام، وهم بَطْن كَبِيرٌ من الأنصار، ثم من الخزرج.
(3)
نَائِيَةٌ: أيّ بَعِيدَة. انظر لسان العرب (14/ 7).
(4)
أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد - رقم الحديث (664).
(5)
قال الإِمام النووي في شرح مسلم (5/ 144): معنَاهُ الزَمُوا دِيَارَكُم، فإنكم إذا لزِمْتُمُوهَا كتبتْ آثاركم، وخُطَاكُم الكثيرة إلى المسجد.