الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِمَّنْ مُثِّلَ بِهِ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَحْشٍ رضي الله عنه، قَطَعُوا أَنْفَهُ وَأُذُنَيْهِ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَبْقَرُوا بَطْنَهُ رضي الله عنه (1).
*
شَمَاتَةُ أَبِي سُفْيَانَ بَعْدَ نِهَايَةِ المَعْرَكَةِ:
فَلَمَّا أَرَادَ المُشْرِكُونَ الِانْصِرَافَ، أَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى الجَبَلِ، فَنَادَى المُسْلِمِينَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُجِيبُوهُ"، ثُمَّ قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُجِيبُوهُ"، ثُمَّ قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُجِيبُوهُ".
ثُمَّ رَجَعَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ، فَقَدْ قُتِلُوا، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ (2)، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ مَا يُخْزِيكَ (3).
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالأَيَّامُ دُوَلٌ (4)، وَالحَرْبُ سِجَالٌ (5)، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَا سَوَاءَ، قَتْلَانَا فِي الجَنَّةِ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ.
(1) انظر سيرة ابن هشام (3/ 101) - دلائل النبوة للبيهقي (2/ 213).
(2)
في رواية الإمام أحمد في المسند، قال عمر رضي الله عنه: يا رَسُول اللَّهِ، ألا أجيبه؛ قال:"بلى".
(3)
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (3039) - قال عمر رضي الله عنه: إن الذينَ عدَدْتَ لأحيَاءٌ كُلُّهم، وقد بقيَ لك ما يَسُوءُك.
(4)
دالَتِ الأيام: أي دَارَتْ. انظر لسان العرب (4/ 444).
(5)
الحربُ سِجَالٌ: أي مرَّة لنا ومرَّة علينا. انظر النهاية (2/ 310).