الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنُ قَمِئَةَ، فَدَخَلَتْ حَلَقَاتٌ مِنْ حِلَقِ المِغْفَرِ (1) في وَجْنَتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَقْمَاكَ (2) اللَّهُ عز وجل"(3).
وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْفَعُ هَؤُلَاءِ المُشْرِكِينَ، فَسَقَطَ في حُفْرَةٍ مِنَ الحُفَرِ التِي كَانَ أَبُو عَامِرٍ الفَاسِقُ قَدْ حَفَرَهَا لِيَقَعَ فِيهَا المُسْلِمُونَ، فَجُحِشَتْ (4) رُكبَتَاهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِيَدِهِ، وَرَفَعَهُ حَتَّى اسْتَوَى قَائِمًا (5).
رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ، وَالطَّحَاوِيُّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثَارِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمُّوا (6) وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، وَهَشَمُوا (7) عَلَيْهِ البَيْضَةَ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ"(8).
*
اسْتِجَابَةُ اللَّهِ تَعَالَى دَعْوَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم
-:
وَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ سبحانه وتعالى دَعْوَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم في ابْنِ قَمِئَةَ، فَإِنَّهُ لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ إِلَى أَهْلِهِ خَرَجَ إِلَى غَنَمِهِ، فَوَجَدَهَا عَلَى ذُرْوَةِ جَبَلٍ،
(1) المِغْفَر: ما يلبسه الدارع علي رأسه. انظر النهاية (3/ 336).
(2)
أقمَاهُ: أذَلَّه. انظر لسان العرب (11/ 311).
(3)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 89) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (2/ 270).
(4)
جُحِشَتْ: خُدِشَت. انظر النهاية (1/ 233).
(5)
انظر سيرة ابن هشام (3/ 89).
(6)
قال الحافظ في الفتح (8/ 123): دَمُّوا بتشديد الميم: أي جرحُوه حَتَّى خرَجَ منه الدم.
(7)
هَشَمَ: كَسَر. انظر النهاية (5/ 228).
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أُحد - رقم الحديث (4073)(4074) - وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (4915).