الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ اليُمْنَى السُّفْلَى، وشُجَّ رَأْسُهُ صلى الله عليه وسلم، ومَاتَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى كُفْرِهِ وَشِرْكِهِ لَعَنَهُ اللَّهُ (1)
*
شَأْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ:
وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ (2) لَعَنَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ بَنِي الحُبْلَى مِنَ الخَزْرَجِ، وكَانَ مُطَاعًا فِي قَوْمِهِ، لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ فِي شَرَفِهِ مِنْ قَوْمِهِ اثْنَانِ، وَلَمْ تَجْتَمعِ الأَوْسُ والخَزْرَجُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحَدِ الفَرِيقَيْنِ غَيْرَهُ، وَكَانَ قَوْمُهُ قَدْ نَظَمُوا له الخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ، ثُمَّ يُمَلِّكُوهُ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِرَسُولهِ صلى الله عليه وسلم وهُمْ عَلَى ذلِكَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَوْمُهُ عَنْهُ إِلَى الإِسْلَامِ ضَغِنَ (3)، ورَأَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ اسْتَلَبَهُ مُلْكًا، وَأَقَامَ عَلَى كُفْرِهِ، فَلَمَّا رَأَى قَوْمَهُ قَدْ أَبَوْا إِلَّا الإِسْلَامَ دَخَلَ فِيهِ كَارِهًا مُصِرًّا عَلَى نِفَاقٍ وَضِغْنٍ، وَذَلِكَ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى (4).
(1) انظر سيرة ابن هشام (2/ 197).
(2)
هو عبدُ اللَّه بن أُبي بن سلولٍ الخَزْرَجِيّ، أبو الحُبَاب، بضم الحاء، المشهور بابن سلول، وسلولٌ جَدَّتُهُ لأبيهِ، رأسُ المنافقين في الإسلام، من أهل المدينة، كان سَيِّد الخزرج في آخر جاهليتهم، وأظهَرَ الإسلام بعد وَقعة بدر، تُقْيَةً، وكان كلما حَلَّتْ بالمسلمين نازِلَةٌ شَمِتَ بهم، وكلما سَمِعَ بسَيِّئَةٍ نَشَرَهَا، وله في ذلك أخبار، ولما مَاتَ لعنه اللَّه تقدَّم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، فنزل قوله تَعَالَى سورة التوبة آية (84):{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} ، ومات على نِفَاقِهِ، وكان ضَخْمًا، يركبُ الفرس، فتَخُطُّ رِجْلاهُ في الأرض. انظر كتاب الأعلام للزركلي (4/ 65).
قال الذهبي في السير (1/ 323): ولا حَصَّل دُنْيَا، ولا آخِرَة، نسأل اللَّهَ العَافية.
(3)
الضِّغْنُ: الحِقْدُ والعَداوة والبَغْضاء. انظر لسان العرب (8/ 68).
(4)
انظر سيرة ابن هشام (2/ 196 - 197).
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ (1)، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه فِي بَنِي الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ (2) قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، وذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ (3) عَبْدُ اللَّهُ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، فَإِذَا فِي المَجْلِسِ أخْلَاطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وفي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه، فَلَمَّا غَشِيَتِ المَجْلِسُ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ (4)، خَمَّرَ (5) عَبْدُ اللَّهُ بنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ (6) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَقَفَ، فنَزَلَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهُ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ: أيُّهَا المَرْءُ، إِنَّهُ لَا أحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِينَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، ارْجعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ.
(1) قال الحافظ في الفتح (9/ 100): قَطِيفَة فدَكِيَّة: أي كِسَاء غليظٌ مَنْسُوب إلى فَدَك بفتح الفاء والدال، وهي بلا مشهور على مرحلتين من المدينة.
(2)
قال الحافظ في الفتح (9/ 100): أي في مَنازل بني الحارث، وهم قومُ سعدِ بن عُبادة.
(3)
قال الحافظ في الفتح (9/ 100): أي قبلَ أن يُظهِرَ إسلامَهُ.
(4)
قال الحافظ في الفتح (9/ 100): عَجَاجَةُ الدَّابّةِ: أي غُبَارها.
(5)
خَمَّرَ: غَطى. انظر النهاية (2/ 73).
(6)
قال الحافظ في الفتح (9/ 100): يؤخَذُ منه جَوَازُ السلام على المسلمين إذا كان معهم كُفَّار، وينوي حينئذٍ بالسلام المُسلمين، ويحتمل أن يكون الذي سَلَّم به عليهم صِيغَةِ عموم فيها تخصِيصٌ كفوله:"السلام على من اتَّبَع الهدى".
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاغْشِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ.
فَاسْتَبَّ المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ واليَهُودُ، حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ (1)، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخْفِضُهُمْ حَتَّى سَكَنُوا، ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَابتهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبابٍ (2)؟ -يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ أُبَيٍّ- قَالَ: كَذَا كَذَا".
فَقَالَ سَعْدٌ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ عَنْهُ، فَوَالذِي أنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالحَقِّ الذِي أنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلقدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذه البُحَيْرَةِ (3) عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فيعَصِّبُونَهُ بِالعِصَابَةِ (4)، فَلَمَّا أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ بِالحَقِّ
(1) قال الحافظ في الفتح (9/ 101): أي يتَوَاثَبُونَ، أي قارَبُوا أن يثبَ بعضهم على بعض فيقْتَتِلُوا.
وفي رواية الإمام مسلم في صحيحه قال: حتى هَمُّوا أن يَتَوَاثبُوا.
(2)
قال الحافظ في الفتح (9/ 101)(12/ 236): بضم الحاء، وهي كُنية عبد اللَّه بن أُبي، وكنَّى النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة لكونِهِ كان مَشْهورًا بها أو لِمَصْلَحَةِ التألفِ، وكان حينئذٍ لم يُظهر الإسلام كما هو بَيِّن من سِيأتى الحديث.
(3)
قال الحافظ في الفتح (9/ 101): هذا اللفظ يُطلَقُ على القَرْيَةِ وعلى البَلَدِ، والمرادُ به هنا المدينة النبوية.
(4)
قال الحافظ في الفتح (9/ 101): يعني يُرَئِّسُوه عليهم ويُسَؤَدُوه، وسُمِّي الرئيس مُعَصَّبًا لما يَعْصُبُ برأسه من الأمور، أو لأنهم يَعْصِبُون رؤوسَهم بعِصَابةٍ لا تَنْبَغِي لغيرِهم يمتَازُون بها.
وفي رواية إسحاق في السيرة (2/ 197): لقد جاءَنا اللَّه بكَ وإنا لنَنْظُم له الخَرَزَ لنُتَوِّجَهُ.
الذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ شَرِقَ (1) بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأصْحَابهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ وأَهْلِ الكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، ويَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (2).
وَقَالَ تَعَالَى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (3). وَكَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ في العفو ما أمَرَهُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى أذِنَ اللَّهُ فيهم (4).
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَان في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ أُبَيٍّ؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ حِمَارًا،
(1) شَرِقَ: أي غَصَّ به، وهو مجازٌ فيما نالَ من أمرِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وحَلّ به، حتى كأنه شيءٌ لم يقدر على إسَاغَتِهِ وابتلاعِهِ فغَصَّ به. انظر النهاية (2/ 418).
(2)
سورة آل عمران آية (186).
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية (2/ 180): فَكَانَ مَنْ قام بِحَقٍّ، أو أمرَ بمعروف، أو نهى عن منكم، فلابد أن يُؤْذَى، فما له دواءٌ إلا الصَّبر في اللَّه، والاستِعَانةُ باللَّه، والرُّجوع إلى اللَّه عز وجل.
(3)
سورة البقرة آية (109).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} - رقم الحديث (4566) - ومسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وصبره على أذى المنافقين - رقم الحديث (1798).
وَانْطَلَقَ المُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ، وَهِيَ أرْضٌ سَبْخَةٌ (1)، فَلَمَّا أتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ: إِلَيْكَ عَنِّي، وَاللَّهِ لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ (2) حِمَارِكَ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ. فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيٍّ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَشَتَمَا (3)، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أصْحَابُهُ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالجَرِيدِ (4) وَالنِّعَالِ وَالأَيْدِي، فَبَلَغَنَا (5) أَنَّهَا أُنْزِلَتْ فِيهِمْ:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا (6)} (7).
(1) الأرضُ السَّبْخَةُ: هي الأرض التي تَعْلُوهَا المُلُوحَةُ، ولا تكادُ تُنبتُ إلا بعضَ الشَّجر. انظر النهاية (2/ 300).
(2)
النتنُ: الرائِحَة الكَرِيهة. انظر لسان العرب (14/ 36).
(3)
قال الحافظ في الفتح (5/ 637): فشَتَمَا: أي شَتَمَ كلُّ واحد منهما الآخر.
(4)
الجَرِيدَةُ: السَّعْفَة. انظر النهاية (1/ 249).
(5)
قال الحافظ في الفتح (5/ 637): القائَلُ هو أنسُ بن مالك رضي الله عنه راوِي الحديث.
(6)
قال الحافظ في الفتح (5/ 637): وقد استشكَلَ ابن بطال نزولَ الآية المذكورة، وهي قوله تَعَالَى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ} في هذه القصة؛ لأن المُخَاصَمَة وقعت بينَ مَن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابِه وبين أصحابِ عبد اللَّهِ بن أُبي، وكانوا إذ ذَاكَ كفَّارًا فكيف ينزل فيهم {طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ولا سيما إن كانت قِصَّة أنس وأسامة مُتَّحدة -قصة أسامة ذكرتها في الحديث الذي قبل هذا الحديث-، فإن في رِواية أسامة: فاستَبَّ المسلمون والمشركون.
ويمكن أن يُحمل على التغلِيبِ، مع أن فيها إشْكالًا من جِهَةٍ أخرى وهي أن حديثَ أُسَامة صريحٌ في أن ذلك كان قبلَ وقعَةِ بدرٍ، وقبل أن يُسلم عبد اللَّه بن أُبي وأصحابه، والآية المذكورة في الحجرات، ونزولها متأخِّر جدًا وقت مَجِيءِ الوُفُود، لكنه يحتمل أن تكون آية الإصلاحِ نزلت قديمًا فيَنْدَفِع الإشكال.
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الصلح - باب ما جاء في الإصلاح بين الناس - =