الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: بَخٍ بَخٍ (1). . . فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ (2)، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ، إنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ رضي الله عنه (3).
*
طَرِيقُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ:
سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في هَذَا الجَيْشِ غَيْرَ المُتَأَهِّبِ عَلَى الطَّرِيقِ الرَّئِيسِيِّ المُؤَدِّي إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ عَلَى ذِي الحُلَيْفَةِ، حَتَّى بَلَغَ بِئْرَ الرَّوْحَاءِ، فنَزَلَ بِهَا، ثُمَّ ارْتَحَلَ مِنْهَا حَتَّى إِذَا كَانَ بِالمُنْصَرَفِ (4)، تَرَكَ طَرِيقَ مَكَّةَ عَنْ يَسَاره، وانْحَرَفَ ذَاتَ اليَمِينِ عَلَى النَّازِيَةِ (5) يُرِيدُ بَدْرًا، فَسَلَكَ في نَاحِيَةٍ مِنْهَا، حَتَّى جَزَعَ وَادِيًا (6) يُقَالُ لَهُ: رُحْقَانٌ، بَيْنَ النَّازِيَةِ وبَيْنَ مَضِيقِ الصَّفْرَاءِ (7)، ثُمَّ مَرَّ عَلَى
(1) بَخٍ بَخٍ: هي كلمة تُقال عند المَدح والرضى بالشيء، وتكرر للمبالغة، ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه. انظر النهاية (1/ 101).
(2)
قال الإمام النووي في شرح مسلم (13/ 41): قَرَنه: هو بقاف وراء مفتوحتين أي جَعْبَته.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب ثبوت الجنة للشهيد - رقم الحديث (1901).
(4)
المُنْصَرَف: بضم الميم وفتح الراء: موضعٌ بين مكة وبدر، بينهما أربعة بُرد. انظر معجم البلدان (8/ 330).
(5)
النازِيَة: هي عين ماء علي طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصَّفْراء، وهي إلى المدينة أقرب. انظر معجم البلدان (8/ 361).
(6)
جَزَعَ الوادي: أي قَطَعَهُ عرضًا. انظر النهاية (1/ 260).
(7)
مَضِيقُ الصفراء: هو من ناحيةِ المدينة، وهو وادٍ كثيرُ النَّخل والزرع في طريق الحاج، وسلكه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غير مرةٍ، وبينه وبين بدر مرحلة. انظر معجم البلدان (5/ 193).