الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ (1)، فَأَمِنَاهُ، فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا، اللَّتَيْنِ أَعَدَّهُمَا أَبُو بَكْرٍ لِلْهِجْرَةِ (2).
*
تَنَاقُضٌ غَرِيبٌ:
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ رُغْمَ عَدَائِهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَمْيِهِ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، عَظِيمَةَ الثِّقَةِ بِأَمَانَتِهِ، وَصِدْقِهِ، وَفتوته، فَلَيْسَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ عِنْدَهُ شَيْءٌ يَخْشَى عَلَيْهِ إِلَّا وَضَعَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لثِقَتِهِ بِهِ، فَكَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشَّيْءُ الكَثِيرُ مِنْ هَذِهِ الوَدَائِعِ، فَأَمَرَ عَلِيًّا رضي الله عنه بِأَنْ يَتَخَلَّفَ بِمَكَّةَ حَتَّى يَؤَدِّيَهَا عَنْهُ.
وَصَدَقَ اللَّهُ العَظِيمُ إِذْ يَقُولُ: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (3).
*
تَطْوِيقُ المُشْرِكِينَ مَنْزِلَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم
-:
رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلي يَنْتَظِرُ مَجِيءَ اللَّيْلِ، وَهُوَ عَلَى عِلْمٍ بِمَا ائْتَمَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ مِنَ المَكْرِ، فَلَمَّا كَانَتْ عَتَمَةُ (4) اللَّيْلِ اجْتَمَعَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ عَلَى
(1) قال الحافظ في الفتح (5/ 201): وفي الحديث استِئْجَار المسلم الكافر على هِدَاية الطريق إذا أمِنَ إليه، واستئجار الاثنين وَاحدًا على عَمَلٍ واحد.
(2)
أخرج ذلك: البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (3905) - وابن حبان في صحيحه - كتاب التاريخ - باب في هجرته صلى الله عليه وسلم وإلى المدينة - رقم الحديث (6277) - (6868).
(3)
سورة الأنعام آية (33) - وانظر الخبر فِي سيرة ابن هشام (2/ 99).
(4)
عَتَمَةُ اللَّيْلِ: أي ظُلْمَتُهُ. انظر النهاية (3/ 164).