الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حجة النّافين لتعبُّده صلى الله عليه وسلم بشرع مَنْ قبله قبل نبوته
ومما يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن متعبِّداً قبل نبوته بشرع أحدٍ (1) : أن تلك (2) الشرائع كانت داثرة لم يَبْقَ منها (3) ما يمكن التمسك به لأهلها فضلاً عن غيرهم، وهو صلى الله عليه وسلم لم يكن يسافر ولا يخالط أهل الكتاب (4) حتى يطلَّع على أحوالهم (5) ، فيَبْعُد مع هذا غاية البُعْد أن يَعْبُد الله تعالى بتلك (6) الشرائع. ولأنه لو كان (7) يتعبَّد (8) بذلك (9)[لكان يراجع](10) علماء تلك الشرائع، ولو وقع ذلك لاشتهر.
حجة المثبتين لتعبده صلى الله عليه وسلم بشرع من قبله قبل نبوته
احتج القائلون بذلك: بأنه صلى الله عليه وسلم تناولته (11) رسالة من قبله فيكون متعبِّداً
بها (12) .
ولأنه (13) عليه* الصلاة والسلام كان (14) يأكل اللحم، ويركب البهيمة، ويطوف
(1) ساقطة من ن.
(2)
ساقطة من س.
(3)
في س، ن:((فيها)) .
(4)
في س: ((الكتب)) .
(5)
أما سفره صلى الله عليه وسلم فقد ذكرتْ كتب السيرة بأنه خرج إلى الشام وهو صغير مع عمه أبي طالب، وهناك التقى الراهب بَحِيْرَا. كما كان يسافر في تجارة خديجة رضي الله عنها، ومع هذا فلا يُعْقل أن يتلقى النبي صلى الله عليه وسلم علم التوراة أو الإنجيل في سِنِّ التاسعة أو العاشرة أو الثانية عشرة - على اختلاف الروايات - وفي ساعة طعامٍ، وهو أٌميّ لا يقرأ ولا يكتب، فضلاً عن حاجز اللغة. انظر: عيون الأثر في فنون المغازي والمسائل والسير لابن سَيّد الناس ص52، السيرة النبوية لابن هشام 1/236، 244، السيرة النبوية الصحيحة د. أكرم العمري 1/106.
(6)
في س، ن:((على تلك)) .
(7)
ساقطة من ق.
(8)
في ن: ((يعتمد)) ، وفي ق:((تعبَّد)) .
(9)
ساقطة من س، وفي ن:((ذلك)) .
(10)
في ق: ((لراجع)) .
(11)
في س ((تناوله)) وهو مقبول؛ لأن الفاعل ظاهر وهو مؤنث مجازي، فجاز في فعله عدم إلحاق تاء التأنيث، والأرجح إثباتها. انظر: شرح قطر الندى لابن هشام ص 169.
(12)
هذا هو الدليل الأول.
(13)
هذا هو الدليل الثاني.
(14)
ساقطة من ن.
بالبيت، وهذه أمور (1) كلها (2) لابدَّ له (3) فيها من مستند، ولا مستند إلا الشرائع المتقدمة، خصوصاً على قول الأشاعرة (4) : إن العقل لا يفيد الأحكام وإنما تفيدها (5) الشرائع (6) .
والجواب عن الأول: أن ما ذكرتموه إنما [يتأتَّى في](7) إسماعيل وإبراهيم ونوح عليهم السلام، لأنه صلى الله عليه وسلم من ذريتهم، أما موسى وعيسى عليهما السلام فلا، وقد وقع الخلاف في هؤلاء كلهم (8) : أيّهم كان (9) يَعْبد الله تعالى على شريعته؟ فأما هؤلاء الثلاثة فقد دَرَسَتْ (10) شرائعهم، وما دَرَس لا يكون حجة ولا يُعْبد الله تعالى به.
وعن الثاني: أن هذه الأفعال وإن قلنا بأن (11) الأحكام لا تثبت إلا بالشرع (12) فإنها تُسْتَصْحَب (13) فيها براءةُ الذمَّة من التَّبِعات (14) ، فإن الإنسان ولد بريئاً من جميع
(1) ساقطة من ن.
(2)
ساقطة من ق.
(3)
ساقطة من ن.
(4)
الأشاعرة هم فرقة تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري ت 330هـ كان معتزلياً ثم ترك الاعتزال، واتخذ مذهباً بين أهل السنة والجماعة والمعتزلة، ثم رجع وتاب وألَّف رسالته " الإبانة في أصول الديانة " قرر فيها مذهب السلف وموافقته للإمام أحمد رحمه الله، ولكن بقي أتباعه على مذهبه الثاني، فهم يثبتون لله سبع صفات ويؤولون الباقي، ولهم مخالفات أخرى في مسائل الاعتقاد على خلاف مذهب السلف. انظر: الملل والنحل للشهرستاني 1/106، خبيئة الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان لمحمد صديق حسن خان ص 47، موقف ابن تيمية من الأشاعرة د. عبد الرحمن المحمود 2/694 وما بعدها.
(5)
في ق: ((يفيدها)) وهو جائز. انظر هامش (12) ص (27) .
(6)
هذا القول من الأشاعرة ليس مختصاً بهم، بل هو قول أهل السنة والجماعة (السلف) . انظر: الحُجَّة في بيان المَحَجَّة لقوَّام السنة أبي القاسم الأصبهاني (2/502) . وانظر قول الأشاعرة في: تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد للبيجوري ص30.
(7)
في س: ((يتناول)) .
(8)
ساقطة من ن.
(9)
في ن: ((كانوا)) وهو خطأ؛ لأن المراد باسم ((كان)) هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
(10)
دَرَس الرَّسْمُ: عفا. ودَرَسَتْهُ الريحُ أي: مَحَتْهُ. فهو يتعدَّى ويَلْزم. انظر مادة " درس " في: لسان العرب، مختار الصحاح.
(11)
في ق: ((إن)) .
(12)
في س: ((الشرائع)) .
(13)
في س: ((يستصحب)) وهو صحيح أيضاً. انظر هامش (11) ص (27) .
(14)
في ن: ((التِّباعات)) وهي جمع ((تِبَاعة)) وهي مثل: التَّبِعة، وهي ما فيه إثم يُتَّبع به. انظر مادة " تبع " في: لسان العرب، مختار الصحاح.