الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدلالة على قطعية الإجماع
وأما وجه كونه قطعياً عند الجمهور (1) ، فهو ما حصل من العلم الضروريّ (2) من استقراء نصوص الشريعة بأنه حجة وأنه معصوم، والقائل بأنه ظني يلاحظ ما يستدل (3) به العلماء من ظواهر الآيات والأحاديث التي لا تفيد إلا الظن، وما أصله الظن أولى أن يكون ظنيَّاً.
ووجه الجواب: أن الواقع في الكتب (4) ليس هو المقصود، فإنَّا نذكر آيةً خاصةً أو خبراً خاصاً وذلك لا يفيد إلا الظن قطعاً. قال التَّبْرِيْزِيّ في كتابه المسمى
بـ" التنقيح في اختصار المحصول "(5) : ((وليس هذا (6) مقصود العلماء، بل هذا
الخبر مضاف (7) إلى (8) الاستقراء التام الحاصل من تتبُّع موارد الشريعة ومصادرها، فيحصل من ذلك المجموعِ القطعُ بذلك المدلول، وأن الإجماع حجة، والعلماء
في الكتب (9) ينبِّهون بتلك الجزئيات من النصوص على ذلك الاستقراء الكلي؛ وليس في الممكن أن يضعوا (10) ذلك المفيد للقطع في كتاب، كما أن المنبِّه (11) على سخاء
(1) انظر: أصول السرخسي 1/295، الوصول لابن بَرْهان 2/72، المسودة ص315، البحر المحيط للزركشي 6/388، الضياء اللامع لحلولو 2 / 250.
(2)
هنا زيادة: ((أي)) في ق.
(3)
في ق: ((يسلك)) والمثبت أليق.
(4)
في ن، س:((الكتاب)) .
(5)
هذا النقل بالمعنى. انظره في ص (365) وما بعدها. والكتاب أحد مختصرات المحصول، واسمه:
" تنقيح محصول ابن الخطيب " وقد زاد فيه بعض المباحث والمسائل، قام بتحقيقه الدكتور / حمزة زهير حافظ في رسالة دكتوراه من جامعة أم القرى عام 1402 هـ.
(6)
هنا زيادة ((هو)) في س ويسمى ضمير الشأن.
(7)
في ق: ((المضاف)) وهو خطأ، لأنه ينبغي أن يكون خبراً. وفي ن:((مضافاً)) وهو خطأ لأن الخبر
مرفوع.
(8)
ساقطة من ن.
(9)
في ن: ((الكتاب)) وهو خطأ.
(10)
في س: ((تضعوا)) وهي تصحيف.
(11)
في ن: ((التنبيه)) .
حاتم (1) في كتابه يَذْكُر (2) حكاياتٍ عديدةً، وهي وإن كثرت لا تفيد القطع، لكنَّ (3) القطعَ [بسخائه حاصلٌ](4) بالاستقراء التام، فالغفلة (5) عن هذا هو الموجب لورود أسئلةٍ (6) وردت على الإجماع من عدم التكفير به (7) ، وكون أصله ظنياً وهو قطعي، إلى غير ذلك من الأسئلة (8) وهي بأسرها تندفع بهذا التقرير (9) .
(1) هو أبو عدي حاتم بن عبد الله بن سعد الطَّائي، فارس وشاعر وجواد، صار مضرب المثل في الجود والكرم، حتى قيل في المثل: أجود من حاتم، وأسخى من حاتم عاش في الجاهلية.
انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة ص164، خزانة الأدب للبغدادي 3 / 127 وسيأتي الحديث عن سخائه في هامش (3) ص (206) .
(2)
في ن: ((بذكره)) .
(3)
في س: ((لأن)) .
(4)
المثبت من ص، وفي سائر النسخ:((حاصل بسخائه)) . وما في " ص " أليق؛ لأمن اللبس في تعلق الجار
والمجرور.
(5)
في ق: ((والعقلية)) وهو تحريف.
(6)
هكذا في ز، م. وفي سائر النسخ:((أسولة)) وهي لغة في ((أسئلة)) انظر: لسان العرب مادة " سول ".
(7)
ساقطة من ق.
(8)
هكذا في ز، م. وفي سائر النسخ:((الأسولة)) سبق قريباً التعليق على ذلك.
(9)
في س، ن:((التقدير)) ولقد ضعَّف الطوفي هذا التقرير فانظره في: شرح مختصر الروضة 3/139.