الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3109 -
حدَّثنا محمد بن بشّار، حدَّثنا أبو داودَ الطيالسي، حدَّثنا شعبةُ، عن قتادةَ
عن أنس بن مالك، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَتَمنَّينَّ أحدُكمُ الموتَ"
فذكر مثله (
1).
14 -
باب في موت الفَجْأة
3110 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى، عن شعبةَ، عن منصورٍ، عن تميمِ بن سلمةَ أو سعْد بن عُبيدةَ
= وأخرجه البخاري (5671) و (7233)، ومسلم (2680)، والنسائي (1820) و (1822) من طرق عن أنس.
وهو في "مسند أحمد"(11979)، و"صحيح ابن حبان"(968) و (969).
وانظر ما بعده.
قوله: "لا يدعون أحدكم بالموت
…
" الخطاب فيه للصحابة، والمراد هم ومن بعدهم من المسلمين عموماً، وقوله: "لضر نزل به". حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، فإن وجد الضر الأخروي بأن خشي فتنة في دينه لم يدخل في النهي، وقد فعل ذلك جماعة من الصحابة ففي الموطأ 2/ 824 عن عمر أنه قال: اللهم كبرت سنين، وضعفت قوتي، وانتثرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مُضَيِّعٍ ولا مُفَرِّط.
وأخرج أحمد (16040) من طريق عبس أو عابس الغفاري أنه قال: يا طاعون خذني، ثلاثاً يقولها، فقال له عليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يَقُل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنى أحدكم الموت"، فقال: إني سمعته يقول: "بادروا بالموت ستاً إمرة السفهاء، وكثرة الشُّرَط، وبيع الحكم
…
" وهو حديث صحيح، وأخرج أحمد (23970) من حديث عوف بن مالك نحوه، وأنه قيل له: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عمر المسلم كان خيراً له" وفيه الجواب نحوه، وأصرح منه حديث معاذ بن جبل عند أحمد (22109) وفيه: فإذا أردت فتنة في قوم، فتوفني غير مفتون.
(1)
إسناده صحيح. أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود.
وهو في "مسند الطيالسي"(2003)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(10832).
عن عُبيد بن خالد السُّلَمي -رجلٍ من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم- قال مرةً: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال مرةً: عن عُبيدٍ، قال:"موت الفَجْاة أخْذةُ أَسِفٍ"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. والشك فيه لا يضر، لأن تميم بن سلمة وسعد بن عُبيدة كلاهما ثقة. منصور: هو ابن المعتمر، وشعبة: هو ابن الحجاج، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ومُسَدَّد: هو ابن مُسَرْهَد. وقال الحافظ المنذري في "اختصار السنن": حديث عبيد هذا رجال إسناده ثقات، والوقف فيه لا يؤثر، فإن مثله لا يؤخذ بالرأي، فكيف وقد أسنده الراوي مرة. وقد صحح إسناده الحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب" 1/ 317.
وأخرجه أحمد (17924) وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 182، والبيهقي 3/ 378، والمزي في ترجمة عُبيد بن خالد السلمي في "تهذيب الكمال"، من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 3/ 370، وأحمد (17925) عن محمد بن جعفر، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 182 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به.
قال الخطابي: "الأسِفُ": الغضبان، ومن هذا قوله تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف:55] ومعناه -والله أعلم- أنهم فعلوا ما أوجب الغضب عليهم، والانتقام منهم.
وقال المناوي في "فيض القدير" 6/ 246: "أخذة أسَف" بفتح السين، أي: غضب، وبكسرها والمد، أي: أخذة غضبان، يعني هو من آثار غضب الله تعالى، فإنه لم يتركه ليتوب ويستعد للآخرة، ولم يمرضه ليكون المرض كفارة لذنوبه، كأخذة من مضى من العُصاة المردة كما قال الله تعالى:{فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف: 95] وهذا وارد في حق الكفار والفجار، لا في المؤمنين الأتقياء. قلنا: لأن المؤمن غالباً مستعد لحلوله، فيريحه من نصب الدنيا، وقد روى ابن أبي شيبة 3/ 370، والبيهقي 3/ 379 عن عبد الله بن مسعود وعائشة قالا: موت الفجاءة رأفة بالمؤمن وأسف على الفاجر. وإسناده صحيح موقوفاً.