الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي الدَّرداء بمعناه- يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
.
3643 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا زائدةُ، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يسلُك طريقاً يطلُبُ فيه علماً، إلا سهَّلَ الله عز وجل له به طريقاً إلى الجنة، ومن أبطاً به عَملُهُ لم يُسرعْ به نَسبُه" (
2).
2 -
باب رواية حديث أهل الكتاب
3644 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ محمد بن ثابت المروزيُّ، حدَّثنا عبدُ الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزهريِّ، أخبرني ابن أبي نَمْلَةَ الأنصاري
عن أبيه: أنه بينما هو جالِس عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعِنْدَه رَجُلٌ من اليهود مُرَّ بجنازةِ، فقال: يا محمَّدُ، هل تتكلم هذه الجنازةُ؟ فقال
(1)
حسن، فإن كان شيخُ الوليد -وهو ابن مسلم- فيه شبيب بن شيبة، فالحديث حسن بشواهده كما بيناه في الطريق السالف قبله، وإن كان شعيبَ بن رُزيق كما في رواية عمرو بن عثمان الحمصي عن الوليد بن مسلم - وقد أشار إليها المزي في "تهذيب الكمال" قائلاً: وهو أشبه بالصواب فالإسناد حسن، وعلى آية حالٍ فإن للحديث شواهد ذكرناها في "مسند أحمد"(21715) يُحسن بها إن شاء الله تعالى.
(2)
إسناده صحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وزائدة: هو ابن قُدامة.
وأخرجه بأطول مما ها هنا مسلم (2699)، وابن ماجه (225)، والترمذي (2837) و (3174) من طريق الأعمش، به.
وهو في "مسند أحمد"(7427)، و"صحيح ابن حبان"(84).
قال النووي في "شرح مسلم": "من بطأ به عملُه لم يُسرع به نسبه" معناه: من كان عمله ناقصاً، لم يُلحقه بمرتبةِ أصحاب الأعمال، فينبغي أن لا يتكل على شرف النسب وفضيلةِ الآباء ويُقَصِّرَ في العمل.
النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "الله أعلمُ" فقال اليهوديُّ: إنها تتكلَّمُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما حَدَّثكم أهلُ الكتابِ فلا تُصَدِّقوهُم ولا تُكَذِّبوهُم، وقولوا: آمنَّا بالله ورُسُلِهِ، فإن كانَ باطلاً لم تُصدِّقوه، وإن كان حقاً لم تُكذِّبوه"
(1)
.
3645 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا ابنُ أبي الزِّناد، عن أبيه، عن خارجةَ بن زَيدِ بن ثابتٍ، قال:
(1)
إسناده حسن. ابن أبي نملة -واسمه نملة- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو حسن الحديث.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10160) و (19214) و (20059).
وأخرجه أحمد (17225)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 380، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2121)، والدولابي في "الكنى" 1/ 58، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5197) و (5198)، وابن حبان (6257) والطبراني في "الكبير" 22/ (874 - 879)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 10، وفي "شعب الإيمان"(5206)، والبغوي في "شرح السنة"(124)، وفي "التفسير" 5/ 196، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 315، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 354 كلاهما في ترجمة أبي نملة، في طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
وقوله: "ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" هذا خاص بما هو مسكوت عنه في شريعتنا، لا هو مما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، ولا هو مما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه، فالمسكوت عنه لا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته، فقد روى البخاري (3461) من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". لكن ينبغي التنبه إلى أن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء، وذكر ذلك في تفسير القرآن وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يعين فيها أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر، لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه، ومفصل لما أجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك.