الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - باب الصبر على المصيبةِ
3124/ 1 - حدَّثنا محمدُ بن المثنَّى، حدَّثنا عثمانُ بن عمر، حدَّثنا شعبةُ، عن ثابتٍ عن أنس، قال: أتى نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم على امرأةٍ تبكي على صبيٍّ لها، فقال لها:"اتقي الله واصبري" فقالت: وما تبالي أنت بمصيبتي؟ فقيل لها: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتتْه، فلم تجدْ على بابه بَوّابِين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفْك، فقال:"إنما الصبرُ عندَ الصّدْمةِ - أو عندَ أوَّل صدمة"
(1)
.
= صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء كثيراً. المفضَّل: هو ابن فضالة، وأبو عبد الرحمن الحبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه النسائي (1880) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن ربيعة بن سيف، به.
وهو في "مسند أحمد"(6574)، و"صحيح ابن حبان"(3177).
قال الخطابي: الكُدَى، جمع الكُدْية، وهي القطعة الصُّلْبة من الأرض، والقبور إنما تُحفَرُ في المواضع الصُّلْبة لئلا تنهارَ، والعربُ تقول: ما هو إلا ضبُّ كُدية، إذا وصفوا الرجل بالدهاء والإرب، ويقال: أكدى الرجلُ: إذا حفر فافضى إلى الصلابة؟ ويضرب به المثل فيمن أخفق، فلم ينجح في طَلِبتِه.
(1)
إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البُناني؟ وشعبة: هو ابن الحجاج، وعثمان بن عمر: هو ابن فارس العبْدي.
وأخرجه البخاري (1252) و (1283)، ومسلم (926)، والنسائي في "الكبرى"(10840) من طريق شعبة بن الحجاج، به. ورواية البخاري الأولى مختصرة إلى قوله صلى الله عليه وسلم:"واصبري" وإحدى روايات مسلم مختصرة بقوله صلى الله عليه وسلم:"الصبر عند الصدمة الأولى".
وهو في "مسند أحمد"(12458)، و"صحيح ابن حبان"(2895).
وأخرجه الترمذي (1009)، والنسائي في "الكبرى" (2008) من طريق شعبة؟ به. مختصراً بلفظ:"الصبر عند الصدمة الأولى". =
3124/ 2 - حدَّثنا محمد بن المُصفّى، حدَّثنا بقيّةُ، عن إسماعيلَ بن عياشٍ، عن عاصم بن رجاء بن حيوةَ، عن أبي عمران، عن أبي سلّام الحبشي، عن ابن غنم عن أبي موسى، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصبر رضاً"
(1)
.
= وقولها: وما تبالي أنت بمصيبتي، ولفظ البخاري: إليك عني لم تصب بمصيبتي، ولمسلم: ما تبالي بمصيبتي، وقوله صلى الله عليه وسلم:"إنما الصبر عند الصدمة الأولى" المعنى: إذا وقع الثبات في أول شيء يهجم على القلب من مقضيات الجزع، فذلك هو الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر. وأصل الصدم: ضرب الشيء الصلب بمثله، فاستعير للمصبة الواردة على القلب.
قال الخطابي: المعنى أن الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة بخلاف ما بعد ذلك، فإنه على الأيام يسلو، وحكى الخطابي عن غيره أن المرء لا يؤجر على المصيبة، لأنها ليست من صنعه، وإنما يؤجر على حسن تثبته وجميل صبره. وقال ابن بطال: أراد أن لا يجتمع عيها مصيبة الهلاك وفقد الأجر.
قال الحافظ: في هذا الحديث من الفوائد، منها ما كان عليه الصلاة والسلام من التواضع والرفق بالجاهل ومسامحة المصاب، وقبول اعتذاره، وملازمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومنها أن القاضي لا ينبغي أن يتخذ من يحجبه عن حوائج الناس.
ومنها أن الجزع من المنهيات لأمره لها بالتقوى مقروناً بالصبر. ولأبي يعلى (6067) من حديث أبي هريرة أنها قالت: يا عبد الله إني أنا الحرى الثكلى، ولو كنت مصاباً عذرتني.
(1)
إسناده ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد- وتدليسه، وضعف عاصم بن رجاء. أبو عمران: هو الأنصاري الشامي، وأبو سلّام الحبشي: اسمه مَمْطور، وابن غَنْم: هو عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله وقضائه"(3) من طريق محمد بن المصفى، بهذا الإسناد.
تنيه: هذا الحديث أثبتناه من (أ) وأشار هناك إلى أنه من رواية ابن العبد.