الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عئ أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سُئِلَ عَنْ عِلْمِ، فكَتَمَهُ ألْجَمَهُ الله بلِجامٍ من نارٍ يومَ القيامة" (
1).
10 -
باب فضل نشر العلم
3659 -
حدَّثنا زهيرُ بنُ حَرْبٍ وعثمانُ بنُ أبي شيبةَ، قالا: حدَّثنا جَريرٌ، عن الأعمش، عن عَبدِ الله بن عبد الله، عن سعيد بنِ جُبير
عن ابنِ عباس، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَسمَعُونَ، ويُسمَعُ منكم، ويُسمَعُ ممن يَسمَعُ مِنكُم"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أبي رباح، وعلي بن الحكم: هو البُناني البصري، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (261)، والترمذي (2840) من طريق علي بن الحكم، به.
وأخرجه ابن ماجه (266) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، عن عبد الله ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وإسماعيل الكرابيسي حسن الحديث.
وهو في "مسند أحمد"(7571)، و "صحيح ابن حبان"، (95).
قال الخطابي: المعنى أن المُلجِمَ نفسَه عن قولِ الحق والأخبارِ عن العلم والأظهار له يُعاقب في الآخرةِ بلجامٍ من نار.
قال: وهذا في العلم الذي يلزمه تعليمُه إياه، ويتعيَّنُ عليه فرضُه، كمن رأى كافراً يُريد الإسلامَ، يقول: علموني، ما الإسلامُ؟ وما الدينُ؟ وكمن يرى رجلاً حديث العهد بالإسلام لا يُحسن الصلاة -وقد حضر وقتها- يقول: علموني كيف أصلي، وكمن جاء مستغيثاً في حلال أو حرام يقول: أفتوني وأرشِدُوني، فإنه يلزمُ في مثلِ هذه الأمرر ألا يمنعوا الجوابَ عما سُئِلُوا عنه مِن العلم، فمن فعل ذلك، كان آثماً مستحقاً للوعيدِ والعقوبةِ، وليس كذلك الأمر في نوافلِ العلم التي لا ضرورةَ بالناسِ إلى معرفتها. وسئل الفضيل بن عياض عن قوله:"طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلم"؟ فقال: كُلُّ عملٍ كان عليك فرضاً، فطلبُ علمه عليك فرض، وما لم يكن العمل بهِ عليك فرضاً، فليس طلبُ علمه عليك فرض.
(2)
إسناده صحيح. عَبد الله بن عَبد الله: هو أبو جعفر الرازي قاضي الري. =
3660 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى، عن شُعبةَ، حدَّثني عُمَرُ بنُ سليمانَ من ولد عمرَ بنِ الخطّابِ، عن عبدِ الرحمن بن أبان، عن أبيه
عن زيد بن ثابت، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نَضَّرَ الله امرَأً سَمِعَ منَّا حديثاً فحفِظَه حتىِ يُبَلَّغَهُ، فَرُبَّ حامِلِ فقهٍ إلى مَن هو أفقَهُ منه، ورُبَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيهٍ"
(1)
.
= وأخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"(2945)، والحارث بن أبي أسامة (52 - زوائده) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 8 و 8 - 9 و 9، وابن حبان (62)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(92)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 95، وفي "معرفة علوم الحديث" ص 27، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 250، وفي "دلائل النبوة" 6/ 539، وفي "شعب الإيمان"(1740)، والخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث"(70)، وابن عبد البر في "جامع ببان العلم وفضله" 1/ 43، والقاضي عياض في "الإلماع" ص10، وابن خير الاشبيلي في "فهرسته" ص 10، وأبو طاهر السِّلَفي في "مشيخة ابن الحطاب"(5)، والضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (195 - 198)، والذهبي في "معجم شيوخه" 1/ 170 - 171 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وصححه الحاكم والضياء، وحسنه الذهبي في "معجم شيوخه"، وكذلك العلائي في "جامع التحصيل" ص 51 في كلامه على الأدلة على رد المرسل، ونقل عن إسحاق بن راهويه أنه قال ما يقتضي تصحيحه لهذا الخبر.
وقوله: "تسمعون ويسمع منكم": هو خبر يعني الأمر، أي: لتسمعوا مني الحديث، وتبلِّغوه عني، وليسمعه من بعدي منكم، وهكذا أداءً للأمانة وإبلاغاً للرسالة.
وقد أدرجه ابن حبان في "صحيحه" تحت باب: ذكر الإخبار عن سماع المسلمين السنن خَلَفٍ عن سلفٍ.
وأورده الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" تحت عنوان: بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده واتصال الإسناد بينهم وبينه.
وذكره ابن أبي حاتم تحت باب وصف النبي صلى الله عليه وسلم أن سننه ستنقل وتقبل.
(1)
إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ومسدَّد: هو ابن مُسرهَد. =
3661 -
حدَّثنا سعيدُ بنُ منصورٍ، حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ أبي حازمٍ، عن أبيه
عن سهلٍ -يعني ابن سعْد- عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "واللهِ لأن يُهدَى بهُداكَ رجلٌ واحدٌ خَير لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ"
(1)
.
= وأخرجه الترمذي (2847) من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن.
وهو في "مسند أحمد"(21590)، و"صحيح ابن حبان"(67) و (680).
وأخرجه ابن ماجه (230) من طريق عبّاد بن شيبان الأنصاري، عن زيد بن ثابت.
قال الخطابيُّ: قوله: "نضر الله" معناه: الدعاء له بالنضارة وهي: النعمة والبهجة، يقال: بتخفيف الضاد وتثقيلها، وأجودُها التخفيف.
وفي قوله: "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" دليل على كراهة اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهي في الفقه، لأنه إذا فعل ذلك، فقد قَطَعَ طريقَ الاستنباط والاستدلال لمعاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه وجوبُ التفقه والحث على استنباط معاني الحديث واستخراج المكنون من سِرِّه.
وهذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه.
(1)
إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وهو في "سنن سعيد بن منصور"(2472) و (2473).
وأخرجه البخاري (2942)، ومسلم (2406)، والنسائي في "الكبرى"(8093) و (8348) و (8533) من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، به.
وهو في "مسند أحمد"(22821)، و"صحيح ابن حبان"(6932).
وقوله: خير لك من حمر النعم. النعم بفتحتين واحد الأنعام، وهي الأموال الراعية، وأكثر ما يقع على الإبل، ومعنى حمر النعم، أي: أقواها وأجلدها، والإبل الحمر هي أنفس أموال العرب كانوا يتفاخرون بها.
وفي قوله: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً. يؤخذ منه أن تالُّفَ الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله.
قال في "بذل المجهود": لو دللت أحداً على الإسلام أو العلم، فحصل له الإسلام أو العلم بهدايتك له، فما حصل لك به من الأجر والثواب خير لك من حُمْرِ النعم.