الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجهاد الكفائي، وإجابة الأم في الصلاة مع إمكان الإعادة، وذلك في حال خوف الهلاك عليها ونحوه مما يبيح قطع الصلاة.
وصايا لقمان الحكيم لابنه
-
2- مجموعة أوامر ونواه أساسية
جمع لقمان الحكيم في وصايا ابنه بين أصول العقيدة وأصول الشريعة والأخلاق، فأمره بأن يقدر قدرة الله تعالى، وأن يقيم الصلاة، ويأمر بالمعروف الذي أمر به الله، وينهى عن المنكر الذي منعه الله تعالى، ويصبر على المصاب، ويحذر التكبر، ويمشي متواضعا هينا لينا، خافضا صوته، يكلم الناس بلطف، ويبتعد عن غلظة القول ورفع الصوت أكثر من اللازم. وهذه آيات كريمة تحكي لنا هذه الأوامر والنواهي:
[سورة لقمان (31) : الآيات 16 الى 19]
يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
[لقمان: 31/ 16- 19] .
هذه بقية نصائح لقمان الحكيم لابنه، يقصد في النصيحة الأولى إعلام ابنه بقدر قدرة الله تعالى، فيا بني، إن الحسنة أو السيئة لو كانت تساوي وزن أصغر شيء، مثل وزن حبة الخردل، وكانت في أخفى مكان، كجوف صخرة، أو في أعلى مكان
كالسماوات، أو في أسفل موضع كباطن الأرض، أحضرها الله في يوم الحساب، إن الله لطيف العلم، يصل علمه إلى كل شيء خفي، خبير ببواطن الأمور. واللطف والعلم: صفتان لائقتان بإظهار غرائب القدرة الإلهية.
ويا بني، الزم إقامة الصلاة: وهي العبادة المخلصة لوجه الله، وأدّها كاملة الأركان والشروط، وأمر بالمعروف: وهو الذي يقره الشرع الإلهي، وانه عن المنكر:
وهو الذي يمنعه الشرع الإلهي، واصبر على المصيبة والشدائد والأذى، إن ذلك المذكور: من عزائم الأمور، أي مما عزمه الله وأمر به. والصبر هنا للحض على تغيير المنكر وإن نالك ضرر. وهذا إشعار بأن مغيّر المنكر يؤذى أحيانا، وهذا على جهة الندب، لا على سبيل الإلزام، وهذه الأوامر تشمل عظائم الطاعات والفضائل أجمع.
ويا بني لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلموك تكبرا واحتقارا، أي بل كن متواضعا سهلا هينا لينا، منبسط الوجه، مستهل البشر. ولا تسر في الأرض مختالا متبخترا، جبارا عنيدا، فإن تلك المشية يبغضها الله تعالى، والله يعاقب كل مختال في مشيه، معجب في نفسه، فخور على غيره.
وامش مشيا متوسطا معتدلا، ليس بالبطيء المستضعف تزهدا، ولا بالسريع المفرط الذي يثب وثب الشيطان. والمشي مرحا: هو في غير شغل ولغير حاجة.
ومشاة المرح: هم الملازمون للفخر والخيلاء، فالمرح: مختال في مشيته.
ولا ترفع صوتك رفعا شديدا لا فائدة منه، وأخفضه، فإن شدة الصوت تؤذي آلة السمع، وتدل على الغرور، والاعتزاز المفرط بالنفس، وعدم الاكتراث بالغير. وإن اعتدال الصوت أوقر للمتكلم، وأقرب لاستيعاب الكلام ووعيه وفهمه. وإن رفع الصوت أكثر من اللازم يشبه صوت الحمير، وإن أقبح الأصوات لصوت الحمير، وذلك مما يبغضه الله تعالى، لأن أوله زفير وآخره شهيق. وأنكر الأصوات، أي