الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة لوط عليه السلام
اتّجه لوط عليه السلام بعد إيمانه وهجرته مع إبراهيم من العراق إلى بلدة سدوم في غور الأردن، بأمر الله إياه، من أجل دعوة أهلها إلى توحيد الله، وترك الفواحش، ومحاربة الفساد، وقطع الطريق على المارّة، وإتيان المنكر، وكان في دعوته جريئا قويا، مجاهرا صامدا، لا يفتأ يحذّر وينذر، ويوجّه ويصلح، ولكن القوم الفاسقين غلب عليهم حبّ الفاحشة والمنكر، فلم يستجيبوا لدعوته، وقاوموه وحاولوا طرده، وإبعاده من ديارهم، علما بأن لوطا عليه السلام ليس من هؤلاء القوم، قال الله تعالى واصفا دعوة لوط عليه السلام:
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 28 الى 35]
وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَاّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (31) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَاّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (32)
وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَاّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)
«1» «2» «3» »
«5» [العنكبوت: 29/ 28- 35] .
المعنى: واذكر أيها النّبي لوطا وقصّته مع قومه، حين أرسله الله إلى أهل قرية
(1) مقرّ الاجتماع.
(2)
اعتراه الغمّ بمجيئهم خوفا عليهم.
(3)
ضعف عن تدبير خلاصهم.
(4)
الباقين في العذاب.
(5)
عذابا شديدا.
(سدوم) فأنكر عليهم فعلهم، وقال لهم محذّرا ومنذرا: أتأتون الفاحشة، ما سبقكم بها أحد قبلكم من الناس؟ والفاحشة: إتيان الرجال في الأدبار، وهي معصية ابتدعها قوم لوط.
ثم أكّد لوط الإنكار على جميع أفعالهم القبيحة وهي:
- كيف تأتون الذكران بشهوة من دون النساء؟ فهذا شذوذ في الطبع ودمار لكم.
- ولم تقطعون الطريق على المارّة، وتتعرّضون لهم بالقتل وأخذ المال والإكراه على الفاحشة؟
- ولماذا ترتكبون في ناديكم أو مجلسكم العام والخاص ما لا يليق بكم من الأقوال والأفعال، من صبغ الأصابع بالحناء، والصفير، وخذف الحصا، ولعب الحمام، والتّضارط، ونبذ الحياء في كل أموركم.
فلما صارحهم لوط ونبّههم على ترك هذه القبائح، رجعوا إلى التكذيب واللجاج والعناد، وقالوا: عجّل علينا العذاب الذي توعدنا به إن كنت صادقا فيما تهددنا به، فإن ذلك لا يكون، ولا تقدر عليه، وهم لم يقولوا هذا إلّا وهم مصمّمون على اعتقاد كذبه.
فقال لوط داعيا على هؤلاء القوم المفسدين مستنصرا بربّه: يا ربّ، انصرني على هؤلاء القوم المفسدين في الأرض، بابتداع الفاحشة. ولم يصدر منه هذا الدعاء إلا بعد يأسه من صلاحهم، فبعث الله عليهم ملائكة لعذابهم.
ولما جاءت الملائكة رسل العذاب، مرّوا على إبراهيم عليه السلام في هيئة أضياف، فبشّروه بولد صالح من امرأته (سارّة) وهو إسحاق ومن ورائه يعقوب، أي حفيده، ثم أخبروه بأنهم أرسلوا لهلاك قوم لوط عليه السلام، لأنهم قوم ظلموا